دلال المغربي.. 44 عاماً على استشهاد عروس يافا

تقارير – مصدر الإخبارية 

تمر اليوم الحادي عشر من آذار (مارس) الذكرى الـ44 لاستشهاد أيقونة النضال النسوي الفلسطيني “عروس يافا” المناضلة دلال المغربي، التي لا يزال جثمانها في تعداد مقابر الأرقام، التي ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنها وتدرج هذا الأمر في نطاق سياسة العقاب التي تنتهجها.

النشأة والعمل النضالي

ولدت دلال المغربي علم 1958 في أحد مخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت إلى بيروت خلال أحداث نكبة عام 1948 حالها حال عشرات الآلاف بل الملايين الذي شردوا من أراضيهم ووطنهم نحو مخيمات اللجوء.

تلقت المناضلة المغربي تعليمها الابتدائي والإعدادي في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وانضمت إلى صفوف الثورة الفلسطينية وحركة “فتح” وهي على مقاعد الدراسة، بدأتها بتلقي العديد من الدورات العسكرية ودروس في حرب العصابات، كما تدربت على أنواع مختلفة من الأسلحة، وعرفت خلال اجتيازها هذه الدورات بجرأتها وشجاعتها وحسها الوطني وإخلاصها لفلسطين.

عام 1973 وبعد اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لقادة حركة “فتح” الثلاثة، كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، كان لهذه الجريمة أثر سيء على دلال، ما دفعها إلى أن تمضي قدماً في العمل النضالي ببسالة دون  توقف.

عملية كمال عدوان

في العشرين من عمرها، كانت دلال المغربي على رأس أعضاء فرقة “دير ياسين” العشرة المقرر تنفيذهم لخطة وضعها الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت تقوم على أساس تنفيذ عملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة إسرائيلية والتوجه بعدها إلى “تل أبيب” لمهاجمة مبنى الكنيست، في عملية عرفت باسم عملية “كمال عدوان”.

وفي صباح يوم 11 مارس 1978 نزلت المناضلة المغربي مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني، واستقلت المجموعة قاربين، ونجحت عملية الإنزال والوصول دون أن تتمكن سلطات الاحتلال من اكتشاف الأمر.

بعدها نجحت فرقة “دير ياسين” بقيادة دلال في الوصول إلى “تل أبيب” والاستيلاء على حافلة جميع ركابها جنود، في ظل اشتباكات مسلحة مع عناصر إسرائيلية خارج الحافلة، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي.

وخلال العملية، كلفت حكومة الاحتلال قوة خاصة من الجيش يقودها “إيهود باراك” لإيقاف الحافلة وقتل واعقتال ركابها، مستخدمين الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين، ما دفع المناضلة المغربي إلى القيام بتفجير الحافلة وركابها، ما دفع باراك لإطلاق أوامره بتصفية جميع المشاركين بالعملية الفدائية باستخدام سلاح الرشاش فاستشهدوا جميعاً بعد عملية متناهية الدقة والمهارة، وتستحق أن تسجل في كتب التاريخ عنواناً بارزاً.

دلال المغربي أقامت الجمهورية الفلسطينية

شكلت دلال حالة خاصة في العمل المقاوم، وهي التي قال عنها الشاعر نزار قباني في مارس (آذار) 1978 “إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة على طريق طوله 95 كيلومتراُ في الخط الرئيسي في فلسطين”.

ولا تزال حتى وهي شهيدة، تزعج الاحتلال فقد أوعز رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في مارس (آذار) 2016 إلى سفير “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية لاحتفائها بذكرى استشهادها.

 

اقرأ/ي أيضاً: “لك شيء في هذا العالم فقم”.. الذكرى الـ49 لاغتيال غسان كنفاني