شهد قطاع غزة، اليوم الأربعاء، تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا متزامنًا على عدة محاور، تخلله قصف مدفعي مكثف، وغارات جوية، وإطلاق نار كثيف من الآليات والطيران المروحي، لا سيما في المناطق الشرقية والشمالية من القطاع، في استمرار للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول، نقلًا عن شهود عيان، بأن مدفعية الاحتلال قصفت محيط مدرسة الفاخورة التي تؤوي نازحين غرب مخيم جباليا، في مناطق كان جيش الاحتلال قد انسحب منها سابقًا شمالي قطاع غزة، ما أثار حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين.
وأضاف الشهود أن الجيش الإسرائيلي نفذ غارة جوية داخل المناطق التي ما يزال يحتلها شرقي مخيم جباليا، ترافقت مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المنتشرة في المنطقة.
وفي مدينة غزة، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي حي التفاح شرقي المدينة، فيما طال قصف مدفعي آخر مناطق تقع تحت سيطرة الاحتلال شرقي جحر الديك والبريج وسط القطاع.
كما شهدت المنطقة الوسطى من قطاع غزة إطلاق نار من الطيران المروحي الإسرائيلي باتجاه المناطق الشرقية التي لا يزال الجيش يحتلها، إلى جانب تنفيذ غارة جوية استهدفت محيط مخيم المغازي، وفق شهود عيان.
وفي جنوب القطاع، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية على مدينة رفح، في مناطق ما تزال تحت سيطرة قوات الاحتلال، بالتزامن مع إطلاق نار من الطيران المروحي استهدف المنطقة ذاتها.
ولم يُبلغ عن وقوع قتلى أو إصابات جراء هذا التصعيد العسكري، إلا أن القصف تسبب بحالة من التوتر والخوف بين السكان، خاصة في المناطق القريبة من مواقع الاستهداف.
ويأتي هذا التصعيد في إطار الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت، بحسب المعطيات، عن مقتل 414 فلسطينيًا وإصابة 1145 آخرين منذ بدء سريان الاتفاق.
ويُذكر أنه في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة استمرت نحو عامين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 71 ألف فلسطيني وإصابة نحو 171 ألفًا، إضافة إلى دمار هائل طال نحو 90% من البنية التحتية المدنية، فيما قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.