أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يقضي بقطع الكهرباء والمياه عن مكاتب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واعتبرت الخطوة بمثابة «شرعنة للإبادة» بحق مؤسسات الوكالة الأممية.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان رسمي، إن التشريع الإسرائيلي يشكل تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق ضد الأونروا، ويمنح سلطات الاحتلال صلاحيات واسعة تشمل الاستيلاء على أراضٍ كانت تستخدمها الوكالة، ومصادرة ممتلكاتها ومجمعاتها التي كانت تخضع لإدارتها.
وأضاف البيان أن القانون الجديد يُعد انتهاكًا جسيمًا وخطيرًا للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، التي تلزم قوة الاحتلال بضمان توفير الخدمات الأساسية للسكان المدنيين، وتحظر اتخاذ أي إجراءات عقابية جماعية بحقهم.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن مصادقة الكنيست على هذا المشروع تمثل تصعيدًا مباشرًا ضد حقوق اللاجئين الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، مؤكدة أن استهداف الأونروا يهدف إلى تقويض ولايتها القانونية التي أُنشئت بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد البيان أن هذا التشريع يضع الأمم المتحدة أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على حماية مؤسساتها، والحفاظ على القانون الدولي، وضمان استمرار الدور الإنساني الحيوي الذي تؤديه الأونروا لملايين اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول الأعضاء، إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية، واتخاذ إجراءات فورية وفاعلة لوقف تنفيذ هذا القانون ومنع المساس بعمل الوكالة وموظفيها.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أفادت، الاثنين، بأن الكنيست صادق بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يقضي بقطع الكهرباء والمياه عن مكاتب الأونروا، وهو ما يجعله قانونًا نافذًا وفق النظام التشريعي الإسرائيلي الذي يتطلب ثلاث قراءات لأي قانون.
ويأتي هذا التشريع امتدادًا لخطوات سابقة، إذ أقر الكنيست في أكتوبر/تشرين الأول 2024 حظر نشاط الأونروا داخل إسرائيل، بزعم مشاركة بعض موظفيها في أحداث 7 أكتوبر 2023، وهي ادعاءات نفتها الوكالة بشكل قاطع، كما أكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا بمبدأ الحياد.