القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
كشف تقرير لهيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الاثنين، أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فرض سيطرته على المعطيات الرسمية التي تمتلكها الشرطة، والمُفترض أن تُنشر للجمهور وفق قانون حرية المعلومات، في ممارسات تُعد مخالفة للقانون وتؤثر على استقلالية الشرطة.
وأوضح التقرير أن مكتب بن غفير أصدر توجيهات للوحدة المسؤولة عن تطبيق قانون حرية المعلومات داخل الشرطة، تقضي بتمرير الطلبات “الحساسة” أو ذات الأهمية مباشرة للوزير قبل نشر الردود، وهو إجراء يخالف صراحة الإجراءات القانونية المنصوص عليها.
وتشمل هذه الطلبات معلومات ذات وزن سياسي مباشر بالنسبة لبن غفير، مثل بيانات توقيف يهود في باحات المسجد الأقصى، وسياسات الشرطة في الضفة الغربية، والمعطيات المتعلقة بالجريمة في المجتمع العربي. ويعتقد الوزير أن نشر هذه البيانات أو حجبها قد يؤثر على صورته أمام أنصاره والجمهور الانتخابي.
مخالفة للقانون واستقلالية الشرطة
وفق القانون، يُفترض أن يتولى ضابط برتبة مقدم مسؤول عن حرية المعلومات معالجة الطلبات عبر الجهات المختصة داخل الشرطة، ومن ثم نشر الرد دون تدخل سياسي. لكن التقرير أشار إلى حالات عدة، أبرزها طلب في أيلول/ سبتمبر 2024 للحصول على معطيات حول توقيف واعتقال مستوطنين في المسجد الأقصى، حيث طلب بن غفير متابعة خاصة للملف، ما أدى إلى تجميد الرد الفعلي نحو أربعة أشهر داخل الشرطة رغم إنجازه سريعًا بعد تقديم الطلب.
وأضاف التقرير أن الرد النهائي، الذي صدر في كانون الثاني/ يناير 2025، كان جزئيًا، حيث اقتصر على أوامر الإبعاد دون ذكر أعداد الاعتقالات الفعلية، رغم أن الملف يتناول قضية ذات حساسية سياسية وأمنية عالية بالنسبة للوزير الذي يسعى لتغيير "الوضع القائم" في القدس.
وليس هذا الحدث استثناء، إذ سجلت حالات إضافية لتدخلات مشابهة في طلبات أخرى للحصول على معلومات، مما يثير تساؤلات حول حدود الصلاحيات السياسية وقدرة الوزير على التحكم في تدفق المعلومات الرسمية إلى الجمهور.
رد مكتب الوزير
ادعى مكتب بن غفير أن متابعة المعلومات الصادرة من الشرطة "صلاحية وواجب"، بهدف تحسين الرقابة على مؤشرات السياسات العامة، وتحديد القضايا المهمة للجمهور، ومتابعة صورة الوضع القائمة". وأضاف المكتب أن "الجمهور هو من سيحكم على أداء الوزراء في صناديق الاقتراع، وليس من المنطق أن يكون المواطنون على دراية أوسع بنشاط الوزارة من مكتب الوزير نفسه".