اقتحم مئات من أفراد الشرطة الإسرائيلية، مساء الاثنين، بلدة الترابين العربية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة عام 1948، وفرضوا طوقاً أمنياً كاملاً عليها، وذلك عقب احتجاجات فلسطينية اندلعت رفضاً لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للبلدة.
وكان بن غفير قد اقتحم البلدة، الأحد، ونفذ جولة استفزازية في شوارعها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بالحجارة بين السكان الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية.
ونشر مراسل القناة العبرية الخاصة القناة 14، يانون ماغال، عبر منصة "إكس"، مقطع فيديو يُظهر اقتحام بن غفير البلدة برفقة قوة كبيرة من الشرطة، حيث وثّق الفيديو رشق الوزير بالحجارة من قبل شبان فلسطينيين، وظهوره وهو ينسحب مسرعاً من المكان، في حين ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي بيان صادر عنها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن مئات من عناصرها يواصلون نشاطاً واسع النطاق لفرض طوق كامل على بلدة الترابين، في إطار ما وصفته بـ"تعزيز فرض النظام وسيادة القانون".
وأضاف البيان أن هذه الإجراءات تأتي استكمالاً لـ"جولة تعزيز النظام" التي أجراها بن غفير، برفقة المفوض العام للشرطة داني ليفي، مؤكدة أن الشرطة تنفذ عملياتها "بقوة وحزم".
ويأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد عمليات هدم المنازل والاعتقالات في بلدات النقب خلال الأشهر الماضية، والتي تتخللها اقتحامات متكررة واستفزازية يقودها بن غفير، ضمن سياسة أثارت انتقادات واسعة من جهات حقوقية وقيادات محلية عربية.
وترى هذه الجهات أن ما يجري في النقب يمثل سياسة عقاب جماعي ممنهجة تستهدف المجتمع العربي الفلسطيني داخل إسرائيل، تحت ذرائع أمنية، وتهدف إلى التضييق على السكان ودفعهم إلى الرحيل.
ويُعرف بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، بخطابه التحريضي ضد الفلسطينيين، سواء في الأراضي المحتلة أو داخل إسرائيل، حيث يتباهى بالتنكيل بالأسرى الفلسطينيين، ويدعو علناً إلى تصعيد العدوان واستئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، ما يجعله أحد أبرز رموز التطرف في الحكومة الإسرائيلية الحالية.