القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، الاعتراف الرسمي بما يُعرف بـ«جمهورية أرض الصومال» (صومالي لاند)، الإقليم الانفصالي شمالي الصومال، كدولة مستقلة وذات سيادة، في خطوة أثارت موجة واسعة من الرفض والإدانات الإقليمية.
وذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في بيان رسمي، أن نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وقّعا إعلانًا مشتركًا متبادلاً مع رئيس إقليم أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله، مشيرًا إلى أن هذا الإعلان يأتي «بروح اتفاقيات أبراهام» التي وُقّعت بمبادرة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأوضح البيان أن نتنياهو هنّأ رئيس أرض الصومال، مشيدًا بما وصفه بـ«قيادته والتزامه بالعمل من أجل الأمن والاستقرار والسلام»، كما وجّه له دعوة رسمية لزيارة إسرائيل في الفترة المقبلة. وأضاف أن رئيس الإقليم شكر نتنياهو على ما وصفه بـ«الإعلان التاريخي»، معربًا عن تقديره لجهوده في «مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام الإقليمي»، وفق البيان الإسرائيلي.
كما أعرب نتنياهو عن شكره لوزير الخارجية الإسرائيلي ومدير جهاز الموساد دافيد بارنياع، وللموساد، على دورهم في تعزيز الاعتراف بين الجانبين، متمنيًا «النجاح والازدهار والحرية» لشعب أرض الصومال.
وأشار البيان إلى أن إسرائيل تعتزم البدء فورًا بتوسيع علاقاتها مع أرض الصومال، من خلال تعاون واسع يشمل مجالات الزراعة، والصحة، والتكنولوجيا، والاقتصاد، في إطار تعزيز الشراكات الثنائية.
في المقابل، قوبل الإعلان الإسرائيلي بإدانات رسمية من عدد من الدول، أبرزها مصر والصومال وتركيا. وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الصومال يُعد «سابقة خطيرة» ويمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، مؤكدة تمسكها بوحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه.
كما جددت الحكومة الصومالية رفضها القاطع لأي اعتراف بإقليم أرض الصومال، مؤكدة أنه جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الاتحادية، وأن أي خطوة من هذا النوع تُعد باطلة وغير قانونية. وانضمت تركيا إلى الموقف الرافض، محذرة من تداعيات هذه الخطوة على استقرار المنطقة.
ويُذكر أن إقليم «أرض الصومال» أعلن انفصاله من جانب واحد عن الصومال عام 1991، دون أن يحظى حتى اليوم باعتراف دولي رسمي، رغم إدارته شؤونه بشكل منفصل سياسيًا وأمنيًا، في ظل استمرار تمسك الحكومة الصومالية بوحدته الجغرافية والسياسية.