هل تدخل فلسطين في أزمة غذائية بسبب حرب روسيا على أوكرانيا؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
قال محللون اقتصاديون، اليوم الاثنين، إن حرب روسيا على أوكرانيا لن تؤدي إلى أزمة غذائية في فلسطين، في ظل تعدد مصادر توريد السلع الغذائية حول العالم.
ووفق شركات فلسطينية ألغت روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة لصفقات استيراد زيت الطعام والقمح إلى فلسطين مع بداية الحرب بين البلدين.
وأوضح المحللون في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، أنه رغم الإنتاجية المرتفعة لروسيا وأوكرانيا لسلع أساسية مثل القمح والزيوت، إلا أن هناك دول كبرى تنتج كميات كبيرة من السلع الأساسية التي تغطي الدول الاستهلاكية.
وأكد هؤلاء، أن الخلل في الخارطة الاقتصادية لدول العالم لن يستمر طويلاً في ظل سعي الدول الكبرى لعدم إحداث تغييرات استراتيجية من شأنها قلب الموازين، والدخول في مواجهة مفتوحة مع روسيا.
وبين أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة معين رجب، أن فرص حدوث أزمة غذائية في فلسطين ضعيفة في ظل الحديث عن مخزونات استراتيجية من السلع تكفي لعدة أشهر، ووجود متسع للموردين للاسترداد من مصادر جديدة حول العالم.
وأوضح رجب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن منع حدوث أي أزمة يجب أن يترافق مع تدابير مشتركة بين الجهات الحكومية والموردين، والتوجيه نحو موردين جدد، مؤكداً أنه على الرغم من أن روسيا وأوكرانيا من كبار الموردين لعدد من السلع الأساسية، إلا أن هناك فرص للاستيراد من باقي أنحاء العالم، وتوسيع دائرة مخزون السلع الاستراتيجية.
وأشار رجب، إلى الغرب وروسيا حريصون على عدم تطور التوتر الميداني ليشمل الجميع بما يلحق أضرار كبيراً في جميع الجهات، ومعرفتهم بأن الانجرار لحرب عالمية لن يكون فيه رابح واحد.
وتوقع رجب بان لا تطول الحرب على أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي كون الجميع يعلم أن أطماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقتصر على أوكرانيا فقط، مما يسرع من حسم الأمور خلال فترة محدودة.
بدوره قال المحلل هيثم دراغمة، إن أزمة غذائية بمعناها الحقيقي في فلسطين لن تحدث، في ظل معطيات الاقتصاد الوطني كون الفلسطينيين لهم تجارب سابقة مع الأزمات والحصار الاقتصادي على مدار السنوات الماضية.
وأشار دراغمة، إلى أنه في أسوأ الأحوال فإن فلسطين ستمر في ضائقة في توريدات السلع ستكون نتائجها السلبية محدودة في ظل تعدد المصادر الدولية.
ولفت دراغمة، إلى أن السبب الرئيس لعدم حدوث أزمات غذائية كبرى حول العالم هو أن الخلاف الغربي مع روسيا سيكون مؤقتاً، ولن يكون استراتيجي ودائم.
ونوه دراغمة، إلى أن الولايات المتحدة والغرب يدركون جيداً عواقب الدخول في نفق مظلم في العلاقات مع روسيا، متوقعاً أن أزمة العلاقات الدولية والحصار الاقتصادي على موسكو لن يستمر، كون روسيا لن تذهب نحو حرب طويلة، والعالم لن يسمح بانهيارها على اعتبار أنها أكبر مصدري الطاقة للدول الأخرى.
وشدد دراغمة، على أن الاقتصادات الغربية تضررت أيضاً بشكل بالغ من الحصار الاقتصادي على روسيا مما يقصر من أمد الأزمة مع موسكو.
من جهته، قال مدير عام الإدارة العامة لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني في رام الله، إبراهيم القاضي، إن المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية في الضفة الغربية وصل لمستويات قياسية مع دخول العام 2022.
وأضاف القاضي، في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن المخزون الاستراتيجي للسلع يكفي حالياً لمدة تزيد عن 6 أشهر.
وأوضح القاضي، أن الوزارة مستمرة بخطتها لزيادة التوريد من مختلف السلع من جميع أنحاء العالم، بهدف الحفاظ على حالة الاستقرار في الأسعار، والحد من أي ارتفاعات عالمية في أسعار السلع، نتيجة جائحة كورونا، وتراجع عمليات التصنيع في المصانع الكبرى.
ووصف القاضي وتيرة توريد السلع بالممتازة، مطمئناً المواطنين أن الأسعار ستكون مستقرة خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في شهر رمضان المبارك في ظل الخطوات الحكومية للتخفيف عن كامل المواطنين والتجار على حد سواء.
إلى ذلك، قال مدير السياسات في وزارة الاقتصاد الوطني رشاد يوسف إن فلسطين تستورد من روسيا وأوكرانيا بقرابة 73 مليون دولار أمريكي سنوياً بواقع 54 مليون دولار من كييف، و19 مليون دولار من موسكو.
وأضح يوسف في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن “فلسطين تستورد دقيق قمح من أوكرانيا بقيمة 22,207 مليون دولار سنوياً، وبقيمة 8,963 مليون دولار من زيوت بذور عباد الشمس والقرطم والقطن وجزيئاتها، وإن كانت مكررة، ولكن غير معدلة كيماوياً، وعيدان مشكلة بالأسطوانات بالحرارة، بشكل لفات غير منتظمة اللف، من حديد أو من صلب غير الخلائط بحوالي 5 مليون دولار أمريكي”.
وتابع أن “فلسطين تستورد أيضاً من أوكرانيا سكر قصب أو شوندر (بنجر) وسكروز نقي كيماويا بقيمة 4,307 مليون دولار، ولفائف سجائر بقيمة 3,555 مليون دولار، وقضبان من الحديد بقيمة 2,566 دولار، ومياه معدنية وغازية ومحتوية على سكر مضاف ومشروبات غير كحولية بقيمة 2,337 مليون دولار، ومنتجات نصف جاهزة من حديد أو من صلب غير خلائط بقيمة 2,054 مليون دولار، وزيوت ودهون نباتية أخرى ثابتة بما فيها زيت جوجوبا وجزيئاتها بقيمة 1,391 مليون دولار، ومنتجات مسطحة مشكلة بالأسطوانات بقيمة 1,211 دولار”.
وحول الصادرات من روسيا، أشار إلى أن “فلسطين تستورد ألمنيوم خام بقيمة 3,935 مليون دولار، وقمح بقيمة 3,576 مليون دولار، وشوكولاتة ومحضرات غذائية أخر تحتوي على كاكاو بقيمة 2,636 مليون دولار، وسكر قصب أوشوندر بقيمة 2,455 دولار، ومنتجات مسطحة مشكلة بالأسطوانات بقيمة 1,960 مليون دولار، وبوليمرات الإيثلين في أشكالها الأولية بقيمة 1,538 مليون دولار، وزيوت بذور عباد الشمس أو القرطم أو القطن، وجزيئاتها بقيمة 1,373 مليون دولار”.
ولفت إلى أن “فلسطين تستورد كذلك من روسيا، أرز بقيمة 768 ألف دولار وخشب متعاكس أبلكاج ومصفح ملبس بقيمة 647 ألف دولار، أدوات ما قبل الحلاقة بقيمة 421 ألف دولار”.
ونوه يوسف إلى أن الإحصاءات المذكورة تستند للواردات من روسيا وأوكرانيا خلال العامين الماضيين.