خلص تقرير القدس والضفة الغربية لعام 2025، الذي أعدته جمعية "ميراثنا" بالتعاون مع خبراء مقدسيين ومنظمات حقوقية، إلى أن مدينة القدس تشهد "حربًا مفتوحة تستهدف الوجود العربي والإسلامي والمسيحي"، في محاولة إسرائيلية لتغيير طابعها التاريخي وتهويدها.
وكشف التقرير عن استمرار الحفريات في محيط المسجد الأقصى وتحت البلدة القديمة، ضمن مشاريع مثل "الأنفاق" و"الحدائق التوراتية"، لبناء مشهد أثري جديد يمحو الوجود العربي والإسلامي. كما سلط الضوء على بناء مستوطنات جديدة، فرض قيود على الفلسطينيين، واقتحام المسجد الأقصى من قبل 70 ألف مستوطن، تحت حماية الشرطة ووزراء وأعضاء كنيست.
وأشار التقرير إلى محاولات تهويد المناهج الدراسية وإغلاق المدارس الفلسطينية، مع ترك أكثر من 5 آلاف طالب خارج مقاعد الدراسة وإغلاق 12 مدرسة بزعم عدم الالتزام بالمنهج الإسرائيلي، فضلاً عن تعرض مدارس الأونروا لخطر الإغلاق.
كما سجل التقرير هدم 221 منزلًا في القدس وتهجير 570 فلسطينيًا بينهم 302 طفلًا، والمصادقة على بناء 12 ألفًا و817 وحدة استيطانية، مع التركيز على مشروع "E1" الذي يهدف لعزل القدس عن محيطها وتهجير التجمعات البدوية شرق المدينة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سلط التقرير الضوء على ارتفاع نسبة الفقر إلى 75٪، وإغلاق 302 محل تجاري وورشة، واستهداف بساتين الزيتون والاعتداء على الممتلكات، بالإضافة إلى الغرامات المالية التي فرضتها السلطات الإسرائيلية بمبالغ تجاوزت 20 مليون دولار، وقيام الشرطة بإقامة 897 حاجزًا داخل الأحياء.
وخلال 2025، قتلت قوات الاحتلال والمستوطنون المتطرفون 17 مقدسيًا، فيما اعتُقل 705 آخرون، وأصيب 651 مقدسيًا، في ظل استمرار سياسات الاحتلال التي تهدف لتهويد المدينة وإضعاف صمود سكانها.
وتواصل جمعية "ميراثنا"، منذ 19 عامًا، دعم المقدسيين عبر برامج إغاثة وإنعاش التراث العثماني، إلى جانب أنشطة توعوية بالقضية الفلسطينية داخل تركيا.