جمّدت إسرائيل اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تطورات الأوضاع في غزة ولبنان وسورية، بانتظار اللقاء المرتقب بين رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، المقرر عقده في ولاية فلوريدا نهاية الشهر الجاري.
ويأتي ذلك عقب جلسة عُقدت، أمس، لبحث المرحلة الثانية من خطة ترامب المتعلقة بقطاع غزة، والتي يُفترض أن تتضمن نزع سلاح حركة حماس، وانسحاباً واسع النطاق للجيش الإسرائيلي من القطاع، وبدء عملية إعادة الإعمار. غير أن الجلسة انتهت من دون التوصل إلى قرارات نهائية.
ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية («كان 11») عن مصدر مطّلع على مجريات الجلسة قوله إن «نتنياهو ينتظر لقاءه مع ترامب، فيما لا تزال صورة الوضع المتعلقة بغزة غير واضحة على الإطلاق».
وأشار المصدر إلى أن النقاشات شملت سيناريوهات متعددة للتعامل مع القطاع، تراوحت بين تراجع كامل للدور الأميركي، وبين وجود أميركي غير مباشر عبر شركات مقاولات خاصة.
كما طُرحت، وفق المصدر ذاته، إمكانية أن يتولى الجيش الإسرائيلي بنفسه مهمة نزع سلاح حماس، بما في ذلك سيناريو قد يفضي في نهاية المطاف إلى إقامة حكم عسكري في القطاع.
في هذا السياق، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، من أنه «لن يكون هناك سلام» في قطاع غزة من دون نزع سلاح حركة حماس.
وقال روبيو للصحافيين إن «قدرة حماس مستقبلاً على تهديد إسرائيل أو مهاجمتها تعني غياب السلام»، مضيفاً أنه «لا يمكن إقناع أحد بالاستثمار في غزة إذا كان هناك اعتقاد بأن حرباً جديدة ستندلع خلال عامين أو ثلاثة».
وشدّد على أن «نزع السلاح مسألة بالغة الأهمية». وعلى الساحة اللبنانية، بحثت اللجنة الخماسية المعروفة بـ«الميكانيزم»، المعنية بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، خلال اجتماعها الخامس عشر في بلدة الناقورة، سبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني وإعادة النازحين إلى منازلهم.
وشارك في الاجتماع ممثلون عسكريون عن لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة.
وفي بيان له، أعلن مكتب نتنياهو أن «الآلية الدولية عقدت اجتماعها في الناقورة، برعاية الولايات المتحدة، بين إسرائيل ولبنان كما هو مقرر»، مشيراً إلى أن الاجتماع عُقد «بموافقة رئيس الحكومة وبتوجيه من نائب رئيس مجلس الأمن القومي».
وأضاف أن نائب رئيس مجلس الأمن القومي للشؤون الخارجية، يوسف دارزانين، شارك في اللقاء. وأوضح البيان أن الاجتماع يأتي «استكمالاً للحوار الأمني الهادف إلى ضمان نزع سلاح حزب الله من قبل الجيش اللبناني»، وأنه ناقش كذلك سبل تعزيز مشاريع اقتصادية بهدف «إظهار المصلحة المشتركة في إزالة تهديد حزب الله وضمان الأمن المستدام لسكان جانبي الحدود».