القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تُواصل فرض حصار إبادي على قطاع غزة، حصار يقوم على إرادة سياسية إسرائيلية واعية تستهدف تجريد شعبنا، ولا سيما الناجين من الإبادة في غزة، من ما تبقّى من مقومات حياة شحيحة، ودفعهم نحو موتٍ بطيء وصامت. وأكد أنّ جيش الإبادة الإسرائيلي دمّر عمداً المستشفيات وشبكات المياه والمخابز والمزارع ومحطات الكهرباء وأنظمة الصرف الصحي عبر قصف واسع ومتواصل، ثم شدّد الحصار والخنق العسكري بهدف إعدام ما تبقّى من أي قدرة على الصمود، مستغلاً الشتاء القارس للسنة الثالثة على التوالي لتعريض أطفالنا قسرياً لظروف مناخية قاتلة بعد تدمير المساكن ومنع إدخال مواد الإيواء.
وأوضح القيادي الفتحاوي أنّ هذا الحصار الذي تفرضه حكومة المطلوب للعدالة الدولية، بنيامين نتنياهو، يرقى قانوناً إلى جريمة إبادة جماعية وفق المادة الثانية الفقرة (ج) من اتفاقية "منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها"، التي تُجرّم فرض ظروف معيشية تؤدي إلى الأذى الجسدي عبر حرمان السكان من المأوى أو الغذاء أو المياه أو الرعاية الطبية. ولفت إلى أنّ محكمة العدل الدولية، في أوامرها المؤقتة الصادرة بتاريخ 26 كانون الثاني 2024 في قضية "جنوب أفريقيا ضد إسرائيل"، ألزمت دولة الاحتلال باتخاذ تدابير فورية لرفع الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى اهلنا دون عوائق.
وشدّد دلياني على أنّ أوامر قسرية تصدر عن منظومة الاحتلال العسكرية عبر "وحدة منسق أعمال الحكومة في المناطق" التابعة لجيش الإبادة الإسرائيلي، وبالتكامل مع أجهزة الاحتلال الإسرائيلية الأخرى، أدّت إلى شطب تسجيل منظمات إنسانية دولية ومنع الغذاء والدواء والوقود ومواد الإيواء من دخول غزة. وأشار إلى أنّ تقارير الأمم المتحدة تفيد بأنّ نحو 1,000,000 فلسطيني وفلسطينية من الناجين من الإبادة يعيشون نزوحاً قسرياً تحت خطر الفيضانات والبرد، فيما تمنع دولة الابادة إدخال 300,000 خيمة مطلوبة بشكل طارئ، ما يترك أطفالنا في غزة فريسة التجويع المتعمّد والبرد القارس.
وختم دلياني بالتأكيد على أنّ الحصار الإبادي الاسرائيلي لم يتوقف، ويترافق مع عمليات قتل إسرائيلية يومية، ويُستخدم أداة سياسية لعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، ما يستوجب تحركاً دولياً عملياً فورياً يفرض تطبيق القانون الدولي ويضع حداً لمنظومة الإبادة الاسرائيلية.