نظّم فلسطينيون في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، الأربعاء، وقفة شعبية احتجاجية للمطالبة بإدخال المنازل المتنقلة (الكرفانات) وتسريع عملية إعادة الإعمار، في ظل أوضاع إنسانية قاسية يعيشها آلاف النازحين داخل خيام مهترئة لا تقي برد الشتاء ولا تحمي من الأمطار.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بتوفير مأوى آمن للعائلات التي دمرت منازلها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين، مؤكدين رفضهم استمرار الاعتماد على الخيام التي تحولت إلى عبء إضافي على حياة النازحين، خاصة مع تكرار المنخفضات الجوية.
وعكست الوقفة حجم المعاناة اليومية، حيث بدا الأطفال بملابس بالية وأحذية مكشوفة وسط طقس شديد البرودة، إلى جانب مصابين يتحركون بعكازات وكراسٍ متحركة فوق أرض موحلة، في مشهد يلخص واقع النزوح القسري داخل المخيمات.
وبحسب معطيات الدفاع المدني، أسفرت المنخفضات الجوية التي ضربت قطاع غزة خلال ديسمبر الجاري عن وفاة 17 فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال، فيما غرقت نحو 90% من مراكز إيواء النازحين، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت وتلف الأغطية والملابس والأفرشة.
وقال تامر أبو علي، أحد المشاركين في الوقفة لوكالة الأناضول، إن الحياة داخل الخيمة باتت غير محتملة، خاصة للمصابين، موضحاً أنه فقد ابنه خلال الحرب ويعاني من بتر في قدمه، مشيراً إلى أن خيمته غرقت بالكامل خلال الأمطار، ما عرضه وأطفاله للخطر.
من جهته، وصف يوسف الهسي، أحد المحتجين، الشتاء الحالي بأنه “كارثة إضافية”، مؤكداً أن البرد القارس وتسرب المياه إلى الخيام فاقم معاناة الجرحى والمرضى، مطالباً بوضع حد لمعاناة مئات آلاف النازحين.
أما النازحة هناء الغندور، التي فقدت اثنين من أبنائها ولا يزال الثالث أسيراً، فطالبت بإدخال الكرفانات كحل مؤقت يقي العائلات البرد والمطر، إلى حين بدء إعادة الإعمار، مؤكدة أن الخيام لم تعد تصلح للعيش الآدمي.
ويؤكد الأهالي أن مناطق واسعة من قطاع غزة تحولت إلى تجمعات خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال البيوت الجاهزة، رغم وقف إطلاق النار المعلن في أكتوبر الماضي، وسط غياب أي تحسن ملموس في الواقع المعيشي للفلسطينيين.