القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى المضي قدمًا في مخطط لإقامة مستوطنة جديدة في المنطقة التي كان يقع فيها مطار قلنديا، بين بلدتي بيت حنينا وكفر عقب شمال القدس المحتلة، على أن تُخصص لإسكان اليهود الحريديين. ومن المقرر عرض المخطط على اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، غدًا الأربعاء، في خطوة تمهّد للمصادقة عليه.
ويتضمن المخطط الاستيطاني، الذي سيُطلق على المستوطنة بموجبه اسم “عطيروت”، بناء نحو 9 آلاف وحدة سكنية. ويعود التخطيط لهذا المشروع إلى سنوات طويلة، إلا أن إجراءاته جُمّدت في السابق عقب ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ثم جرى تجميده مرة أخرى عام 2021 بقرار من اللجنة اللوائية، إلى حين استكمال دراسة الأثر البيئي للمنطقة، بحسب ما أوردته صحيفة “هآرتس”.
وجاء التجميد الأخير إثر مطالب من وزارتي الصحة وحماية البيئة الإسرائيليتين، في ظل وجود عدد كبير من المصانع الملوِّثة في المنطقة، التي تُعد من بين الأسوأ في البلاد من حيث جودة الهواء. وخلال مداولات جرت قبل نحو عام ونصف، طُلب إعداد مراجعة بيئية شاملة، يُتوقع تقديمها خلال اجتماع اللجنة المرتقب.
وبحسب المخطط، ستكون مستوطنة “عطيروت” أول مستوطنة كبرى جديدة تُقام في القدس المحتلة منذ إنشاء مستوطنة “هار حوما” على جبل أبو غنيم جنوب المدينة في تسعينيات القرن الماضي. وستُقام بمحاذاة جدار الفصل العنصري، وبالقرب الشديد من المنطقة الصناعية “عطيروت”، المؤدية إلى حاجز قلنديا وبلدتي قلنديا وكفر عقب الواقعتين خلف الجدار.
وحذّرت حركة “سلام الآن” المناهضة للاحتلال والاستيطان من خطورة المشروع، مؤكدة أن المخطط يقع في قلب تواصل حضري فلسطيني يمتد من رام الله إلى بيت حنينا وشعفاط، وهي منطقة مكتظة بمئات آلاف الفلسطينيين. وأضافت الحركة أن الهدف من المستوطنة هو إحداث شرخ في هذا التواصل، وتحويل المنطقة إلى جيب إسرائيلي يمنع التطور الطبيعي للمتروبولين الفلسطيني المركزي القدس–رام الله–بيت لحم، ما يقوّض أسس الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وشددت “سلام الآن” على أن تنفيذ المخطط سيحول دون الربط بين القدس الشرقية وعمقها الفلسطيني، ويقضي عمليًا على إمكانية إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، معتبرة أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الوقت لتقويض أي أفق للسلام أو التسوية.
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تخطط أيضًا لإقامة منشأة لإحراق النفايات في بلدة قلنديا، التي يقع جزء منها ضمن القدس المحتلة والجزء الآخر في الضفة الغربية، ويتضمن المخطط هدم بنايتين سكنيتين تؤويان عشرات الفلسطينيين، إضافة إلى هدم جزء من جدار الفصل العنصري وإعادة بنائه عبر مصادرة نحو 150 دونمًا من الأراضي الزراعية.