القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
حذّر مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية، كوبي يعقوبي، من تطورات خطيرة داخل السجون، مؤكدًا خلال اجتماع للجنة الأمن القومي في الكنيست، اليوم الثلاثاء، أن الأوضاع في الأقسام الأمنية شهدت تحولًا جوهريًا، وأن الأسرى الفلسطينيين “أثبتوا قدرات عملياتية”، على حد تعبيره. وأضاف أن حالة “الأمل بالتحرر” لدى الأسرى تحولت إلى “يأس”، معتبرًا أن السجون تقف على أعتاب مرحلة تصعيد، واصفًا ذلك بـ“بداية حدث كبير”.
وتُفسَّر هذه التصريحات على أنها تمهيد لإجراءات قمعية أوسع بحق الأسرى، خاصة في ظل حديث يعقوبي عن استعدادات متواصلة منذ عامين لمواجهة احتمال اندلاع مواجهات واسعة داخل الأقسام.
من جهته، زعم رئيس شعبة العمليات في مصلحة السجون، أفيحاي بن حامو، وجود علاقة مباشرة بين أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وسلوك الأسرى داخل السجون، مدعيًا أن الأسرى راقبوا تفاصيل أمنية دقيقة، من بينها أنواع الأقفال والشبكات المعدنية. كما ادعى العثور على خرائط للأقسام داخل الزنازين، تتضمن علامات تشير إلى أماكن وجود السجانين، في محاولة – بحسب وصفه – لاختبار المنظومة الأمنية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسجّل فيه الحركة الأسيرة الفلسطينية المرحلة الأكثر دموية في تاريخها منذ عام 1967، مع ارتفاع عدد الشهداء المعروفين إلى 322 أسيرًا، بينهم عشرات من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري. وكان آخرهم الأسير عبد الرحمن سفيان السباتين (21 عامًا) من بلدة حوسان، الذي استشهد بعد نقله إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية، وهو معتقل منذ حزيران/يونيو 2025.
وباستشهاد السباتين، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 85 شهيدًا ممن عُرفت هوياتهم. كما أُعلن مؤخرًا عن استشهاد ثلاثة معتقلين من قطاع غزة داخل السجون ومعسكرات الاعتقال، نتيجة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي والانتهاكات الجسيمة.
وفي السياق ذاته، كشف تقرير لهيئة الدفاع العام الإسرائيلية عن تدهور غير مسبوق في ظروف احتجاز الأسرى، مشيرًا إلى جوع حاد، فقدان كبير في الوزن، واكتظاظ خانق، حيث يُحتجز معظم الأسرى في مساحات تقل عن ثلاثة أمتار مربعة، فيما ينام الآلاف دون أسرّة.
وبحسب مؤسسات الأسرى الفلسطينية، يقبع في السجون الإسرائيلية حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2025 أكثر من 9300 أسير فلسطيني، من بينهم آلاف المعتقلين إداريًا، وأكثر من 350 طفلًا، و50 امرأة، إضافة إلى مئات معتقلي غزة، في ظل أوضاع توصف بأنها الأخطر منذ عقود.