كشفت دراسة علمية حديثة أن مجموعة محددة من أعراض الاكتئاب في منتصف العمر قد تشكّل مؤشراً مبكراً على زيادة خطر الإصابة بالخرف بعد مرور أكثر من عقدين.
وأجرى باحثون من جامعة «كوليدج لندن» تحليلاً لبيانات قرابة 6 آلاف مشارك في منتصف العمر، غالبيتهم من الذكور والبيض، وفق ما أوردته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية. وتم تقييم أعراض الاكتئاب لدى المشاركين باستخدام استبيانات معيارية، عندما تراوحت أعمارهم بين 45 و69 عامًا، في فترة لم يكن أيٌّ منهم مصابًا بالخرف.
وتابع الباحثون الحالة الصحية للمشاركين على مدار 25 عامًا، لتُظهر النتائج أن الأشخاص الذين عانوا من الاكتئاب في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 27 في المائة مقارنة بغيرهم.
وبيّنت الدراسة أن هذه الزيادة في خطر الإصابة بالخرف تعود تحديدًا إلى ستة أعراض رئيسية لدى البالغين دون سن الستين، وهي: فقدان الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة المشكلات، وانعدام الشعور بالدفء والمودة تجاه الآخرين، والشعور المستمر بالتوتر والقلق، وعدم الرضا عن أداء المهام، وصعوبة التركيز.
وأظهرت النتائج أن فقدان الثقة بالنفس وصعوبة التعامل مع المشكلات يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 50 في المائة لكل منهما.
في المقابل، لم تجد الدراسة ارتباطًا قويًا بين الخرف على المدى الطويل وبعض أعراض الاكتئاب الشائعة الأخرى، مثل تدني المزاج، أو الأفكار الانتحارية، أو اضطرابات النوم.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، فيليب فرانك، إن النتائج تشير إلى أن خطر الإصابة بالخرف لا يرتبط بالاكتئاب كحالة عامة، بل بمجموعة محددة من الأعراض، موضحًا أن هذا النهج القائم على تحليل الأعراض بشكل منفصل يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالخرف قبل ظهور أعراضه بسنوات طويلة.
وأكد الباحثون أن التركيز على علاج هذه الأعراض الستة تحديدًا خلال مرحلة منتصف العمر قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من الحياة.
ويحذّر الخبراء من أن حالات الخرف مرشحة للارتفاع بشكل كبير في العقود المقبلة، إذ يُتوقع أن تصل الإصابات الجديدة إلى نحو مليون حالة سنويًا بحلول عام 2060، في حال عدم اتخاذ إجراءات وقائية فعّالة.