أعلنت الأمم المتحدة أن إسرائيل ما تزال تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم الظروف الجوية القاسية التي يشهدها القطاع خلال فصل الشتاء، محذّرة من تزايد خطر تعرّض الأطفال حديثي الولادة لانخفاض حرارة الجسم والتجمّد.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون العمل لإيصال المساعدات إلى الأسر الفلسطينية الأكثر ضعفًا، إلا أن الاحتياجات الإنسانية المتزايدة تفوق بكثير قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة، بسبب القيود المستمرة المفروضة على دخول الإمدادات.
وأوضح أن الأمطار الغزيرة والبرد الشديد خلال الأيام الماضية زادا من سوء الأوضاع، لا سيما على الأطفال حديثي الولادة، مشيرًا إلى توزيع مجموعات مساعدات خاصة لمواجهة مخاطر التجمّد. ولفت إلى أنه جرى خلال الأسبوع الماضي توزيع نحو 3,800 خيمة و4,600 غطاء مشمع، إضافة إلى حزم إغاثية تشمل مواد غذائية أساسية ولوازم للنظافة.
إلا أن حق أكد أن شركاء الأمم المتحدة اضطروا منذ يوم الجمعة إلى تقليص نطاق المساعدات المقدّمة، نتيجة القيود التي تعيق إدخال كميات كافية من المواد الإنسانية. كما أشار إلى الجهود المبذولة لإنشاء مساحات تعليمية مؤقتة يستفيد منها نحو 5,000 طفل، موضحًا أن هذه الجهود ما تزال محدودة بسبب منع إسرائيل إدخال المواد التعليمية.
وحذّر المسؤول الأممي من استمرار العوائق التي تعرقل توسيع وتسريع الاستجابة الإنسانية، مؤكدًا ضرورة إزالتها لضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين في قطاع غزة.
ويأتي ذلك في ظل أوضاع إنسانية مأساوية، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة مؤخرًا وفاة الرضيعة رهف أبو جزر في خان يونس جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار. ومنذ أيام، تحولت آلاف الخيام التي تؤوي النازحين إلى برك من المياه، في وقت تشير فيه تقديرات رسمية إلى أن نحو 93% من خيام النازحين في القطاع لم تعد صالحة للسكن.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لم يطرأ تحسّن ملموس على الواقع المعيشي في غزة، نتيجة القيود الإسرائيلية المستمرة على إدخال المساعدات، ما يشكل انتهاكًا للبروتوكول الإنساني المرافق للاتفاق.