حذّر رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، ورئيس بلدية غزة، يحيى السراج، اليوم الاثنين، من تداعيات خطيرة مع دخول منخفض جوي جديد إلى القطاع، قد يكون أشد قسوة من سابقه، في ظل استمرار دمار البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
وأوضح السراج أن القطاع لم يتعافَ بعد من آثار المنخفض الجوي السابق، في وقت تفتقر فيه المناطق المتضررة إلى أبسط مقومات الصمود، مشيرًا إلى أن الأمطار الغزيرة التي رافقت المنخفض الجديد أدت إلى غرق مئات خيام النازحين وتطاير عدد كبير منها، لا سيما في منطقتي الشاليهات وتل الهوى غرب مدينة غزة.
وأكد أن المخاطر تتضاعف بسبب غياب المأوى الآمن وانعدام وسائل التدفئة، محذرًا من احتمالات متزايدة لغرق الخيام ومراكز الإيواء، خاصة في المناطق المنخفضة والمكتظة بالنازحين. كما أشار إلى أن فرق الطوارئ في البلديات، بالتعاون مع الدفاع المدني، تعمل على مدار الساعة رغم الإمكانيات المحدودة.
ولفت السراج إلى أن النقص الحاد في الوقود يشكل عائقًا كبيرًا أمام تشغيل الآليات ومحطات الضخ، خصوصًا في ظل الأحوال الجوية القاسية، ما يهدد حياة المواطنين، محذرًا كذلك من انهيارات محتملة في المباني المتضررة التي يقطنها نازحون قسرًا.
وبيّن أن المنخفض الجوي الأخير أدى إلى انهيار 13 مبنى متضرر سابقًا بالقصف، وانتشال جثامين 11 شهيدًا من تحت الأنقاض، فضلًا عن تضرر وغرق عشرات آلاف الخيام، وتشريد آلاف العائلات مجددًا.
وشدد رئيس اتحاد البلديات على أن التدخلات الحالية تظل محدودة ولا ترقى لحجم الكارثة، مطالبًا بإدخال الإسمنت ومواد البناء والآليات الثقيلة ومعدات الصيانة، إضافة إلى الكرفانات والمساكن المؤقتة لإيواء النازحين.
كما دعا المؤسسات الدولية والأمم المتحدة والدول الوسيطة إلى تدخل عاجل لتوفير المساعدات الإغاثية، من ملابس شتوية وأغطية ووسائل تدفئة آمنة، للتخفيف من معاناة السكان في ظل الظروف الجوية القاسية والمتكررة.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تؤكد فيه الجهات الحكومية أن أكثر من ربع مليون نازح تضرروا جراء المنخفضات الجوية الأخيرة، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال مواد الإغاثة والوقود، ما فاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي تعرض لتدمير واسع طال نحو 90% من بنيته التحتية المدنية.