القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن الإبادة الاسرائيلية في غزة، تقوم على أيديولوجيا دموية متجذرة وشعور استعلائي زائف بالتفوق الديني، وتحظى بغطاء سياسي دولي تقوده الإدارة الأمريكية. وأوضح أن حرب الابادة الاسرائيلية أفرزت مسارا متراكما من الإخفاق السياسي والعسكري والأخلاقي، بعد عجز دولة الإبادة عن فرض مشروع التطهير العرقي الذي استهدفت به الوجود الفلسطيني في غزة منذ الأسابيع الأولى لبدء عدوانها الإجرامي.
وأضاف دلياني أن دولة الإبادة الإسرائيلية أخفقت في تمرير مشروع التطهير العرقي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل المجازر المتواصلة، والقصف الإبادي واسع النطاق، وسياسات التجويع، والتهجير القسري الداخلي. وأشار إلى أن تمسك شعبنا بأرضه ووعيه التاريخي ورفضه القاطع إعادة إنتاج نكبة 1948 شكّل سدا وطنيا صلبا أسقط جوهر هذا المشروع. وأكد أن الموقف المصري الرسمي أحبط مخطط تهجير سكان أنهكتهم جرائم الإبادة إلى خارج قطاع غزة، وأسقط الركيزة الأساسية لمخطط التطهير العرقي الإسرائيلي.
وبيّن دلياني أن جيش الإبادة الإسرائيلي وظّف، في سياق حصاره الإبادي الخانق، منظومات إغاثة ملوثة بالدم كأدوات إذلال وضبط قسري، بهدف فرض إخضاع اجتماعي وسياسي على أهلنا في غزة. وأوضح أن هذه الأدوات عجزت عن تفكيك البنية الاجتماعية الفلسطينية أو فرض إخضاع المجتمع، ما عكس عمق الإفلاس والفشل الذي يحكم سلوك دولة الإبادة.
وأكد دلياني أن دولة الإبادة الإسرائيلية، وبعد أكثر من ٢٦ شهرا متواصلة من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لم تحقق أي هدف سياسي أو عسكري أعلنت عنه مع بدء العدوان الإبادي في تشرين الأول / أكتوبر ٢٠٢٣، وأن الخطاب الإسرائيلي لجأ إلى تصعيد إضافي في القتل والتدمير في محاولة مستمرة للتغطية على العجز البنيوي الذي يسود إدارة هذا الملف.
وأشار دلياني إلى أن دولة الإبادة الإسرائيلية لجأت إلى تسليح مهربين وعصابات إجرامية هامشية وتقديمهم كأدوات سياسية بديلة، حيث ارتكبت هذه المجموعات جرائم سرقة قوافل الإغاثة الأممية، ونفذت إعدامات ميدانية، وأسهمت بشكل مباشر في تجويع أكثر من 2000000 إنسان داخل قطاع غزة. وأكد أن فشل هذا المسار عكس انهيار نموذج الوكلاء الإجراميين الذي رعته دولة الإبادة الإسرائيلية، وحاولت فرضه على شعبنا منذ إقامتها.
وختم دلياني بالتأكيد على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتجه في المرحلة الراهنة نحو نمط إبادي أكثر صمتا، يقوم على حصار خانق متعمد، وتعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وعرقلة المسارات الدولية الهادفة إلى تنظيم المرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك بهدف التغطية على إخفاقات بنيامين نتنياهو وحكومته المتراكمة، وحماية الائتلاف الإبادي الحاكم، وتأجيل أي انتخابات عامة من شأنها إخراج هذا الائتلاف من دوائر الحكم.
وأكد دلياني أن غزة واصلت الصمود في مواجهة الإبادة الإسرائيلية، وأن المجتمع الفلسطيني حافظ على تماسكه الوطني في ظل سياسات الحصار والتجويع والمماطلة السياسية التي تفرضها دولة الإبادة الإسرائيلية. وأضاف أن جرائم الاحتلال في غزة تعكس واقع فلسطين بأكملها، حيث يتجذر الفشل الإسرائيلي بوصفه فشلا بنيويا عميقا، وتواصل الإرادة الوطنية الفلسطينية حضورها الحي رغم الألم الفادح الذي تفرضه جرائم الإبادة الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني.