حرمان من التعليم والصحة.. اللاجئون السوريون من فظائع الحرب لحياة أشبه بالعدم

لاجئون سوريون لمصدر: لا أحد يهتم لأوضاعنا

سماح شاهين – مصدر الإخبارية

تجري المياه بين خيام اللاجئين السوريين على حدود تركيا، كما يجري السرطان في جسد المريض فلا تقيه مناعته، في مخيم لا يقيهم بردًا ولا حرًا ولا غزوًا غريبًا، تتساقط أمطاره لتقول “أنا هنا عاصفة لبيوتكم الهشة”.

لاجئون سوريون تحدثوا لشبكة مصدر الإخبارية عن أوضاعهم داخل “مخيم الضياء” على الحدود مع تركيا في ظل عدم قدرتهم على العودة لوطنهم.

تستصرخ اللاجئة السورية التي تعيش في المخيم سميرة علوان العالم فتقول: “خلال المنخفضات الجوية لا نستطيع التنقل من شارع لشارع، وأحيانًا نضطر للمشي في المياه لتلبية حاجات أطفالنا الضرورية”.

وتناشد علوان المنظمات كافة لإنقاذهم، مضيفًة: “طوال الفترة الماضية لم يستجب أحد لنداءاتنا، والمخيم بحاجة لشوادر وسلات غذائية ووسائل تدفئة”.

اللاجئ السوري قاسم إبراهيم أوضح لمصدر الإخبارية، أن مخيم الضياء، الذي يأوي لاجئين سوريين من إدلب ريف المدينة فقدوا بيوتهم بسبب الحرب، يفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وتابع قاسم أن الحياة في المخيم، الذي يتواجدون فيه منذ أكثر من عامين صعبة، موضحاً أن منسوب المياه بعد الأمطار يرتفع حتى تطوف بسببه الخيام التي تستر العائلات المشردة.

وبخصوص المراكز الصحية التي تتابع الحالات الإنسانية في المخيم، أكدت سميرة علوان وقاسم إبراهيم، أنّ المخيم يفتقر لأي مركزٍ أو حتى غرفة صحية يلجؤون إليها عند مرضهم.

وأوضحوا أنّ علاج المرضى في المخيم يكون بالطب الشعبي المتعارف لدى الأهالي، أو استشارة شخص لديه  خبرة قد تخفف آلامهم.

حرمان من التعليم

الطفلة بتول حلاق، التي حرمت من أبسط حقوقها وأهمها التعليم، ناشدت توفير مدارس لها ولأقرانها ليكملوا مسيرتهم التعليمية أسوة بأطفال العالم.

وقالت الطفلة حلاق، إنّه يوجد فقط معهد لتحفيظ القرآن الكريم، مؤكّدة أنّه غير كافٍ لتعليمهم في أمَسّ الحاجة للمدارس.

أوضاع مأساوية وشتاء قاسٍ

اللاجئ عبد المنعم حلاق، أفاد بأنّ مخيم الضياء يأوي 148 عائلة، تضم 1080 شخصًا، و21 عائلة يتيمة الأب أو الأم، مشيرّا إلى أنّ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في المخيم 9، وعدد طلاب المعاهد 130 طالبًا.

ولفت عبد المنعم، إلى أنّ المخيم غير مكفول من أي منظمة، سواء من سلات غذائية أو مواد تدفئة، مبيّنًا أن منظمة واحدة فقط تدعم المخيم بمياه الشرب وترحيل القمامة.

المخيم بحسب عبد المنعم مقسوم إلى قطاعين، كل قطاع يحتوي على مسجد ومعهد شرعي لتحفيظ القرآن فقط.

وفق أحدث إحصاءات لفريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، فإن أعداد النازحين السوريين بلغت نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية.

في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليونًا و43 ألفًا و869 نازحًا، يعيشون في 1293 مخيمًا، من بينها 282 مخيمًا عشوائيًا أقيمت فوق أراض زراعية، بحسب الفريق.