القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
يواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، جولاته الاستفزازية داخل البلدات العربية، مستهدفًا المقدسات الفلسطينية، في إطار حملة سياسية يسعى من خلالها إلى كسب أصوات عبر التصعيد الميداني والخطاب العنصري.
وفي فجر الأربعاء، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية مقبرة القسام المقامة على أنقاض بلدة الشيخ المهجرة قرب حيفا، بإشراف مباشر من بن غفير ومشاركة رئيس لجنة الداخلية في الكنيست، عضو الكنيست يسحاق كرويزر من حزب "عوتسما يهوديت"، لإزالة خيمة نُصبت قرب ضريح الشيخ عز الدين القسام، إلى جانب لافتات وكاميرات مراقبة.
وأوضح بيان حزب "عوتسما يهوديت" أن العملية نفذت عند الساعة الخامسة والنصف صباحًا ضمن ما وصفه الحزب بأنه "خطوة واسعة في مواجهة السيطرة غير القانونية وتخليد رموز الإرهاب في الحيّز العام". وأفاد البيان أن الشرطة أزالت الخيمة واللافتة وكاميرات المراقبة، فيما واجه الحارس من الوقف القوات بالقول: "ما الذي تفعلونه؟"، ورد بن غفير بالقول: "برّا، برّا".
وخلال الاقتحام، أطلق بن غفير تصريحات تحريضية قائلاً: "يجب قطع الإرهاب من جذوره، ويجب هدم هذه الخيمة وهذا القبر"، مطالبًا رئيس بلدية نيشر بإصدار أوامر هدم إضافية، بينما اعتبر كرويزر أن إزالة الخيمة خطوة أولى نحو إزالة قبر القسام، ضمن "سياسة واضحة لتعزيز الحوكمة والقضاء على مواقع التحريض داخل الدولة".
وتعد مقبرة القسام من أهم المقابر التاريخية في الجليل، إذ تضم ضريح الشيخ عز الدين القسام وعددًا من الشخصيات الوطنية والدينية، وقد تعرضت لعشرات الاعتداءات عبر العقود الماضية، بما في ذلك هدم أجزاء من المقبرة، وتخريب القبور، ورسم صليب معقوف على الضريح.
ويأتي الاقتحام الأخير في سياق تصعيد سياسي يقوده بن غفير ضد المقبرة، وسط مخاوف أهالي حيفا والبلدات المجاورة من أن تكون خطوة إزالة الخيمة تمهيدًا لخطوات أوسع قد تطال ضريح القسام نفسه.