دمشق_مصدر الاخبارية:
يصادف اليوم الاثنين 8/12/2025 مرور عام على سقوط نظام الأسد في سوريا وسيطرة المعارضة على مقاليد الحكم في البلاد بقيادة أحمد الشرع.
وأعلنت قوات المعارضة التي سيطرت على سوريا في حينه عن تشكيل حكومة انتقالية ستخدم لمدة ثلاثة أشهر حتى 1 مارس 2025، حيث تم تعيين محمد البشير، الذي كان يرأس حتى ذلك الحين "حكومة الإنقاذ" في إدلب شمال سوريا، رئيسا للوزراء.
وفي نهاية يناير 2025، تولى الشراع منصب الرئيس، وأعلنت الحكومة الجديدة أنه رئيس "مؤقت"، وهو لقب يمكن استبداله بلقب "مؤقت دائم".
وتم الإعلان عن تعيين الشراع في حفل خاص أقيم في دمشق. وفي كلمته آنذاك، قال إن أولويات حكومته الجديدة: "ملء الفراغ الحكومي، والحفاظ على السلام المدني، وبناء مؤسسات الدولة، وبناء هيكل اقتصادي تنموعي، واستعادة المكانة الدولية والإقليمية لسوريا."
وفي نهاية مارس، أعلن الشرع تشكيل حكومة جديدة، بقي فيها فقط من الحكومة السابقة وزير الخارجية الأسد الشيباني ووزير الدفاع رحاف أبو قصرة.
وشهدت سوريا، بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحوّلات كبيرة على مدار عام كامل، كان أبرزها رفع معظم العقوبات المفروضة على البلاد وإعادة اندماج سوريا في المجتمع الدولي.
وكانت أول رحلة لأحمد الشراع إلى الخارج كجزء من دوره كرئيس لسوريا إلى المملكة العربية السعودية في الفترة من 2 إلى 3 فبراير 2025، التقى خلالها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
بعد الزيارة إلى السعودية، زار تركيا والأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة وقطر وفرنسا والبحرين وروسيا، وأذربيجان، والبرازيل، والكويت، والولايات المتحدة، وعاد إلى بعض الدول عدة مرات.
وكانت إحدى أكثر زياراته التي لا تنسى زيارته الأولى للولايات المتحدة، حيث أصبح الشراع في 24 سبتمبر أول رئيس سوري يلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1967. وتعتبر زيارته الثانية للولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، حيث التقى بالرئيس ترامب، وكان أول رئيس سوري يقوم بزيارة رسمية إلى واشنطن منذ تأسيس الدولة عام 1946.
وداخليا، شهدت سوريا، في أكتوبر/تشرين الأول 2025، أول انتخابات تشريعية بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وجرت الانتخابات بطريقة الاقتراع غير المباشر، إذ دعت اللجنة العليا للانتخابات نحو ستة آلاف عضو من أعضاء الهيئة الانتخابية في خمسين منطقة موزعة على المحافظات المختلفة، لاختيار 120 عضوا من أعضاء مجلس الشعب البالغ عدد مقاعده 210 مقاعد.
وجرت الانتخابات في غالبية محافظات سوريا، باستثناء محافظات السويداء والرقة والحسكة، لأسباب وصفتها وزارة الداخلية السورية بـ "الأمنية".
وعلى المستوى الاقتصادي، شهد الاقتصاد السوري تحسنا ملحوظا خلال هذا العام، في ظل انخفاض أسعار الكثير من السلع الأساسية، وارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
وعلى الرغم من هذه التغييرات التي تُوصف بالإيجابية، واجهت سوريا عدة تحديات على مدار العام المنصرف لعل من أبرزها عدم الاستقرار الأمني ووضع الأقليات.
وكانت محافظة السويداء قد شهدت، في يوليو/تموز 2025، اشتباكات بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، راح ضحيتها مئات القتلى. واتهمت قيادات درزية عناصر من القوات الأمنية بالمشاركة في أعمال العنف.
وسبق ما جرى في محافظة السويداء، أعمال عنف أخرى في منطقة الساحل، مارس/آذار 2025، راح ضحيتها مئات القتلى من أبناء الطائفة العلوية وعناصر أمنية.
وتواجه الحكومة الانتقالية في سوريا معضلة حصر السلاح بيد الدولة، إذا تُصر بعض الفصائل المسلحة على رفض تسليم سلاحها.
وخارجيا، تمثل تجاوزات إسرائيل وعدم احترامها لسيادة سوريا أحد أهم التحديات التي تواجه سوريا خلال الفترة القادمة.