اعتبر أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الجمعة، أن قرار السلطات اللبنانية تسمية مندوب مدني في اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار مع إسرائيل يمثّل "سقطة وتنازلًا مجانيًا"، يضاف – وفق تعبيره – إلى ما وصفه بـ"خطيئة" الحكومة بقرار الخامس من آب/ أغسطس المتعلق بنزع سلاح الحزب.
ورغم ذلك، شدّد قاسم على دعمه المسار الدبلوماسي الذي تتبعه السلطات في مساعيها لوقف الهجمات الإسرائيلية.
وكان مندوبان مدنيان من لبنان وإسرائيل قد انضما، الأربعاء، إلى اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، في أول لقاء مباشر من هذا النوع منذ عقود. ووفق بيان الرئاسة اللبنانية، يهدف هذا المسار إلى "إبعاد شبح حرب ثانية" عن لبنان.
وفي خطابه، قال قاسم إن حزب الله "قدّم نموذجًا وطنيًا مؤثرًا" بات – بحسب قوله – محل استهداف دولي، مضيفًا أن خصوم الحزب يسعون إلى "القضاء على المقاومة التي تطرح مشروعًا يقوم على الوطنية والاستقلال". وأشار إلى أن الاختلاف السياسي داخل لبنان طبيعي، لكن يجب تنظيمه ضمن إطار الدستور والقوانين، معتبرًا أن الانتخابات تبقى "الحَكم النهائي".
وأضاف قاسم أن الحزب يتعاون مع مختلف الأطراف لبناء الدولة وتحرير الأرض، مجددًا رفضه لما وصفه بمحاولات "إعطاء شهادات وطنية" من قبل جهات قال إنها تحتاج إلى "تبرئة من تاريخها خلال الحرب الأهلية".
وفي حديثه عن إسرائيل، وصفها بأنها "عدو توسعي" لا يلتزم الاتفاقات، معتبرًا أن اعتداءاتها تهدف إلى "التأسيس لاحتلال لبنان تدريجيًا" ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى". ولفت إلى أن علاقة الدولة اللبنانية مع إسرائيل يجب أن تبقى محصورة بحدود الاتفاق، دون أي التزامات إضافية.
وشدّد على أن ملف سلاح الحزب ومسائل الدفاع "شؤون داخلية لبنانية"، قائلًا إن الولايات المتحدة تسعى – على حدّ وصفه – إلى نزع سلاح المقاومة وتجفيف مصادر تمويلها ومنع الخدمات وإغلاق المدارس والمستشفيات. وأضاف: "لن نستسلم، وسندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا. سيكون بأسنا أشد وأقوى".
وفي ما يتعلق بالمحادثات في الناقورة، قال قاسم إن مشاركة الوفد المدني اللبناني في لجنة “الميكانيزم” تمثل "مخالفة للشرط الأساسي" الذي كان يقضي بوقف الأعمال العدائية من جانب إسرائيل. واعتبر أن هذا الإجراء "سقطة إضافية" لم تُحدث أي تغيير في نهج الاحتلال، بل زادت الاعتداءات بعده.
وختم قاسم بالتأكيد أن حزب الله "قام بما عليه" في تمكين الدولة من فرض سيادتها ضمن الاتفاق، محذرًا من أن "التمادي في التماهي مع إسرائيل" سيؤدي إلى "ثقب السفينة وغرق الجميع".