في قلب ميناء غزة، يقف الشاب الفلسطيني عطية مقداد محدقًا في البحر، حيث دمرت الصواريخ الإسرائيلية معظم مراكب الصيادين خلال الحرب التي استمرت عامين.
عطية، نجار مختص في الألياف الزجاجية، يعمل على صيانة المراكب القليلة الباقية ليتمكن الصيادون من استئناف مهنتهم رغم الدمار الهائل.
يقول عطية لوكالة الأناضول الدولية: "نصنع كل شيء من تحت الصفر"، مشيرًا إلى استخدامه أبواب المنازل المدمرة لصناعة المجاديف وترميم القوارب. ويضيف أن المواد الأساسية أصبحت نادرة وغالية، فالكيلوغرام الواحد من الألياف الزجاجية يصل سعره إلى 150 شيكلًا (46 دولارًا).
ويشرح الشاب صعوبة عمله قائلاً: "نستخدم الكهرباء الشمسية لتشغيل بعض الأدوات، ونعمل من العدم"، مطالبًا بإنشاء مؤسسة لدعم الصيادين وتأمين أدوات الصيد ومواد الصيانة.
تشير الأرقام الرسمية إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 95% من مراكب الصيد في غزة، ما أفقد أكثر من 4,500 صياد مصدر رزقهم، كما قُتل 230 صيادًا واعتُقل نحو 60 آخرين أثناء الحرب وبعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول.
وعلى الرغم من استمرار إطلاق النار وعمليات الاعتقال المتقطعة، يواصل عطية عمله، محافظًا على كرامة الصيادين وأملهم في العودة إلى البحر، في مواجهة الدمار والنقص الكبير في الموارد.