بين غض الطرف عن إسرائيل وعقاب روسيا.. الرياضة تُقاس بمعايير إنسانية مزدوجة

خاص – مصدر الإخبارية
بعد أيام من الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، بدأت موسكو تدريجياً تستقبل العقوبات على جميع الأصعدة، بدءاً من العقوبات السياسية مروراً بالاقتصادية، وأخيراً الرياضية، في وقت عاد إلى الأذهان حروب إسرائيل على قطاع غزة خلال السنوات الماضية، وعدم معاقبتها رغم جرائم ارتكبتها بحق أطفال ونساء فلسطين، تندى لها الجبين.
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم استبعاد المنتخب الروسي من تصفيات كأس العالم لكرة القدم، قبل أن يصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قراراً مشابهاً بمنع الأندية الروسية واستبعادها من البطولات الأوربية المختلفة.
قرارات تضع علامات استفهام كبيرة، بشأن تعامل المؤسسات الرياضية الدولية والقارية، بسياسة “الكيل بمكيالين”، في ظل حروب عدة شنتها إسرائيل على قطاع غزة خلال السنوات 15 الماضية.
فلم تكن أربعة حروب مدمرة تعرض لها قطاع غزة، كافية من أجل معاقبة إسرائيل واستبعادها من المشاركة في تصفيات البطولات الكبرى، كبطولة الأمم الأوروبية وكأس العالم.
سياسة “الكيل بمكيالين”، جعلت شخصيات رياضة، ورغم قلتها، تنتقد الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث علّق نجم الكرة المصرية، والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة عبر حسابه على تويتر قائلاً: “قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات لازم يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين ولكنكم تكيلوا بمكيالين”.
كما قال المعلق العُماني في قناة (الكأس) القطرية، خليل البلوشي عبر حسابه على فيس بوك: “يا لها من سياسة قدْرة لعالم غير سوي ويكيل بمكيالين، في الوقت الذي كان الاحتلال يرتكب المجازر بحق أهلنا في فلسطين وتُـقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها، كانوا يقولون لنا: لا تخلطوا السياسة بالرياضة”.
وأضاف: لكنّ بان رْيفكم وحقيقتكم المعروفة للجميع ولكن الآن فوق الطاولة وليس تحتها، تباً لكم”.
من جهته، يقول الصحفي الرياضي، علاء شمالي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية: “لو وقف العرب مع فلسطين نصف مع ما وقف الغرب مع أوكرانيا لتحررت القدس وفلسطين منذ سنين”.
وأضاف شمالي: “أرى أنها فرصة ممكنة للرياضة العربية بكل أركانها وفي كل الأماكن والمستويات لنصرة فلسطين ولفت الانتباه لقضيتها ومعاناة شعبها، بعد أن كشف العالم زيفه وادعاءه الكاذب بعدم إدخال الرياضة في السياسة وهو ما تسبب في عقوبة بعض الشرفاء العرب لتضامنهم مع فلسطين”.
من جهته قال الإعلامي الرياضي، مهند دلول، إن “الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت حالة من التناقض الكبير في قرارات الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم”.
وأضاف دلول في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية: “في وقت لاقت فيه أوكرانيا دعماً كبيراً بسبب الحرب التي تشنها روسيا عليها، كانت تُمنع الشخصيات الرياضية من تأييدها لقطاع غزة أثناء تعرضها لحروب من إسرائيل، على مدار السنوات الماضية”.
وتابع: “قبل ذلك تمت معاقبة النجمين محمد أبو تريكة، وفردريك كانويته بسبب تضامنهما مع قطاع غزة، في المقابل شاهدنا ما يحدث من تضامن لاعبي العالم مع أوكرانيا”.
وقال دلول: “برأيي أن الاتحاد الدولي بعد هذه الحرب، قد يشهد ثورة من بعض الشخصيات المنافسة، والآن رئيس نادي تشيلسي مجبرٌ على بيع النادي وهذا تدخل صارخ سياسياً في عالم الرياضة، وتم استبعاد روسيا من المونديال وهذا أمر يضع علامة استفهام كبيرة”.
وأردف: “هناك حالة من العنصرية في عمل الفيفا لأن أي عدوان في منطقة عربية أو إسلامية يمنع أي شخص أو أي لاعب من التضامن بخلاف ما يحدث الآن مع أوكرانيا”.