شهدت منصة "إكس" سجالًا دبلوماسيًا غير مسبوق بين وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي ونظيره الإيراني عباس عراقجي، على خلفية اتهامات متبادلة بشأن تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان.
وجاء التصعيد بعد تصريحات لرجّي في مقابلة تلفزيونية لبنانية دعا فيها إلى جولة تفاوض في دولة محايدة لبحث الملفات الخلافية بين بيروت وطهران، في سياق التوتر السياسي الداخلي والإقليمي المرتبط بملف "حزب الله".
وردّ عراقجي عبر "إكس" مؤكّدًا أن إيران لا تتدخل في الشؤون اللبنانية، معبّرًا عن ترحيب بلاده بالحوار المباشر لتعزيز العلاقات الثنائية، داعيًا رجّي إلى زيارة طهران ومبدياً استعداده لزيارة بيروت في حال تلقى دعوة رسمية.
لكن ردّ وزير الخارجية اللبناني جاء أكثر حدة، حيث اتهم إيران صراحة بالتدخل، مستندًا إلى تصريحات مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، التي وصف فيها قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح "حزب الله" بالفشل، ما اعتبرته بيروت تدخلاً سافراً وغير مقبول.
ويواجه لبنان ضغوطًا كبيرة من إسرائيل والولايات المتحدة لنزع سلاح "حزب الله" وحصره بيد الدولة، خاصة بعد وقف الحرب الأخيرة بين الطرفين قبل نحو عام، فيما يرفض الحزب تسليم سلاحه، مؤكّدًا على استمرار مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.
وتستمر خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بما لا يقل عن 10 آلاف خرق، أدت إلى استشهاد 331 شخصًا وإصابة 945 آخرين، وفق وزارة الصحة اللبنانية، في حين أسفر العدوان الذي بدأ في أكتوبر 2023 وتصاعد في سبتمبر 2024 عن أكثر من 4 آلاف شهيد و17 ألف جريح.
يُعتبر هذا السجال على "إكس" انعكاسًا لتصاعد التوترات الإقليمية وتأزم الوضع الداخلي في لبنان، وسط تحديات متزايدة بين السيادة الوطنية والضغوط الإقليمية والدولية على الملف الأمني والسياسي.
