في مشهد طال انتظاره في قطاع غزة، عادت أجواء الفرح لتتسلل إلى وجوه الشباب والعائلات، مع إعلان نتائج قرعة اختيار العرسان المشاركين في حفل "ثوب الفرح" الذي تنظمه عملية "الفارس الشهم ٣"، تزامنًا مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم الاتحاد الـ54. وفي وقت مثقل بذكريات الحرب وآلام الفقد، شكّل هذا الحدث نقطة ضوء حقيقية للكثير من الأسر الغزية التي تتوق لعودة الحياة الطبيعية.
قرعة علنية وسط أجواء مفعمة بالفرح والترقب
أُقيمت مراسم القرعة بحضور العرسان المرشحين كافة، الذين تابعوا إجراءات السحب بشفافية كاملة، وبمشاركة المخاتير والوجهاء وممثلي المؤسسات المحلية.
امتلأت القاعة بمشاعر الترقب والفرحة، بينما رفع الشباب أعينهم نحو شاشة إعلان النتائج، آملين أن يحمل السحب أسماءهم. ورغم التوتر المصاحب للحظة الانتظار، سادت الأجواء روح إيجابية وأحاديث تعكس تطلع العرسان لحياة جديدة تفتح أبواب الأمل بعد شهور قاسية.
2651 طلبًا… وفرز دقيق انتهى بقبول 577 شابًا
تلقت عملية "الفارس الشهم 3" 2651 طلبًا إلكترونيًا من مختلف محافظات قطاع غزة، خضعت جميعها لعمليات دقيقة من التدقيق والتحقق وفق المعايير والشروط المعلنة مسبقًا.
وأسفرت عملية الفرز عن قبول 577 طلبًا من الشباب المستوفين للشروط، على قاعدة «النسبة والتناسب» لضمان العدالة في تمثيل المحافظات الخمس.
وقد عكست هذه الأرقام حجم الإقبال الذي يعبّر عن رغبة الشباب في بدء حياتهم الأسرية رغم الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
اختيار 54 عريسًا… رقم يحمل رمزية يوم الاتحاد الإماراتي
جاءت نتيجة القرعة النهائية باختيار 54 عريسًا من مختلف أنحاء غزة، وهو رقم يرمز بشكل مقصود إلى الذكرى الـ54 ليوم الاتحاد في دولة الإمارات.
وسيكون هؤلاء العرسان ضمن المشاركين في حفل "ثوب الفرح" المقرر إقامته في 2 ديسمبر القادم، والذي تعمل الطواقم المختصة حاليًا على استكمال تجهيزاته.
حفل يزرع الفرح في قلوب أنهكها الحزن
يمثل "ثوب الفرح" خطوة مجتمعية وإنسانية مهمة، تهدف إلى إعادة البسمة للغزيين بعد شهور طويلة اتسمت بالألم والخسارة.
وقال أحد العرسان الذين شهدوا القرعة: "مجرد وجود فرصة للفرح يجعل الأيام أقل قسوة… نحن بحاجة إلى أن نتذكر أن الحياة ما زالت تنتظرنا."
وتسعى مبادرة "الفارس الشهم 3" من خلال هذا الحفل لإحياء طقوس البهجة الجماعية، ومنح الشباب شعورًا بالاستقرار والدعم الاجتماعي، وهو ما يعيد الأمل إلى قلوب الكثيرين في قطاع غزة.
