القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تعمل قيادة الجيش الإسرائيلي على استكمال إعداد خطط عملياتية محدّثة تشمل مختلف الجبهات، بالتزامن مع وضع "خطوط حمراء" تقول المؤسسة العسكرية إن تجاوزها قد يستدعي تنفيذ عمليات هجومية. ويأتي هذا الحراك بعد اغتيال القيادي العسكري في حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية في بيروت، وما تبعه من رفع جاهزية الدفاعات الجوية الإسرائيلية على الحدود الشمالية.
ووفق ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، يواصل الجيش بلورة خطط جديدة تخص جبهات غزة ولبنان وإيران وسورية واليمن، إضافة إلى تطوير ما يُسمى "إجراءات يوم صدور الأمر"، وهو السيناريو الذي تُنفّذ فيه هجمات واسعة عند الحاجة. ويُستثنى من ذلك الضفة الغربية التي تستمر فيها العمليات وفق الخطط المعمول بها، بينما تشهد الجبهات الأخرى تحديثًا لمسارات العمل بما يتوافق مع التطورات الأمنية خلال العامين الأخيرين.
وبحسب التقرير، ترى الأجهزة الأمنية أن نشاط الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية من إيران حتى اليمن يستدعي إعادة تقييم شاملة لكيفية إدارة المعركة مستقبلًا. وتشمل عملية التقييم وضع ردود واضحة على احتمالات مختلفة، مثل إعادة تسلح حركة حماس، أو كشف محاولات تهريب أسلحة من سورية إلى حزب الله، أو ظهور تهديد فعلي مصدره إيران أو اليمن.
وفي سياق ذلك، يجري تحديد "خطوط حمراء" في كل جبهة، بحيث يصبح تجاوز أي منها مبررًا لشن عملية هجومية، ومن بينها وصول سلاح نوعي إلى حزب الله أو زيادة قدرات إيران الصاروخية بما يوفّر ذريعة لضربة استباقية.
وفي ما يخص اغتيال الطبطبائي، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن العملية لن تؤدي على الأرجح إلى تصعيد واسع، لكن الجيش يستعد لسيناريوهات مختلفة، بينها احتمال تنفيذ الرد عبر مجموعات غير حزبية.
وتأتي هذه الخطوات ضمن عملية مراجعة واسعة بدأها الجيش منذ مطلع العام لإعادة بناء منظومته الدفاعية والعملياتية بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومع التغييرات التي شهدتها الجبهات المختلفة خلال عامين من المواجهات. ويقدّم الجيش هذه المراجعة باعتبارها جزءًا من استخلاص الدروس وتحديث آليات التعامل مع التهديدات المتعددة من لبنان وغزة وسورية، إضافة إلى إيران واليمن.