أصدر فريق مختص بمتابعة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، اليوم الإثنين، تقريرًا جديدًا يكشف عن ارتفاع ملحوظ في حالات المقاطعة ضد الباحثين والمؤسسات الإسرائيلية، رغم وقف حرب الإبادة على قطاع غزة.
ويؤكد التقرير أنّ المقاطعة أصبحت واقعًا مؤثرًا ينعكس على مكانة إسرائيل الأكاديمية والدولية، وسط اتهامات للحكومة الإسرائيلية بـ"الإهمال" في مواجهة الظاهرة.
وأعدّ التقرير فريق العمل الخاص بمواجهة المقاطعة، الذي أنشأه مجلس رؤساء الجامعات الإسرائيلية، ويقوده الدبلوماسي إيمانويل نحشون، بهدف رصد الظاهرة ومتابعة تداعياتها.
وتشير البيانات إلى أن صورة إسرائيل السلبية في أوروبا "ترسّخت بدرجة باتت الجهود الدبلوماسية عاجزة عن تغيير الوعي القائم"، وفق التقرير، الذي شدّد على أن "وقف الحرب لم يؤد إلى تقليص المقاطعة، بل ربما فاقمها".
وحذّر معدّو التقرير من أن اتساع المقاطعة قد يدفع الأكاديميا الإسرائيلية نحو حالة "عزلة خطيرة"، لافتين إلى أن جامعات أوروبية كانت قد أوقفت التعاون مع إسرائيل في ذروة الحرب، "لم ترفع الحظر حتى الآن".
كما سجلت الفترة الأخيرة زيادة في حالات المقاطعة الكاملة التي تفرضها جامعات أوروبية، إضافة إلى منع أكاديميين إسرائيليين من المشاركة في مؤتمرات أو مشاريع بحثية دولية.
وأشار التقرير إلى تراجع ملحوظ في حصول باحثين إسرائيليين على منح من “هورايزون” الأوروبي، أكبر مصادر تمويل البحث العلمي لإسرائيل، نتيجة استبعادهم من شراكات دولية.
وارتفع عدد حالات المقاطعة الموثقة منذ بداية الحرب إلى نحو ألف حالة، مقارنة بـ500 فقط في آذار/ مارس الماضي.
وتُظهر البيانات أن 57% من حالات المقاطعة تطال الباحث الفرد مباشرة، بحرمانه من الانضمام إلى فرق بحث دولية، فيما تشمل 22% قطع علاقات بين جامعات، و14% وقف تعاون في برامج دولية، و7% قرارات صادرة عن جمعيات مهنية.
ولاحظ التقرير توسع المقاطعة في دول مثل إيطاليا، التي شهدت "تصاعدًا ملحوظًا"، وربط معدّوه ذلك بمشاركة نائبتين في البرلمان الإيطالي في "أسطول الإغاثة إلى غزة".
ويتوقع الفريق استمرار ظاهرة المقاطعة لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن الحدّ منها يستلزم تغيّرات عميقة على المستويات السياسية والإقليمية.
وأوصى التقرير الجامعات الإسرائيلية بتعزيز تعاونها مع المؤسسات الأوروبية التي لا تزال ترتبط بها، والعمل على مبادرات مشتركة جديدة، فيما دعا الحكومة إلى الانخراط بفاعلية أكبر والاعتماد على جهد إعلامي مباشر يعيد تقديم صورة الأكاديميا الإسرائيلية في الخارج.