وجّه الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، انتقادًا لاذعًا لما وصفه بـ"صمت العالم" تجاه ما يحدث في فلسطين، مذكّرًا بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية.
وفي تصريحات لإذاعة RAC1 الكتالونية قبل اللقاء الودي المرتقب بين منتخب فلسطين ومنتخب كتالونيا على ملعب مونتجويك في برشلونة، قال جوارديولا:
"العالم تخلى عن فلسطين. لم نفعل شيئًا على الإطلاق... لقد سمحنا بإبادة شعب كامل."
وأضاف أن ما جرى خلف ضررًا لا يمكن إصلاحه، مؤكدًا: "يجب أن نفعل شيئًا أكثر حسمًا، لكني لا أملك ثقة في هؤلاء القادة."
وجاءت تصريحات المدرب الإسباني بالتزامن مع حضور جماهيري لافت في مباراة فلسطين ومنتخب الباسك التي انتهت بفوز الأخير بثلاثية نظيفة على ملعب سان ماميس أمام 53 ألف متفرج، رفعت خلالها لافتات وأُطلقت هتافات منددة بالإبادة في غزة. وشارك في اللقاء لاعبو بتروجت والإسماعيلي حامد حمدان وخالد النبريص، بينما دخل عدي دباغ مهاجم الزمالك بديلاً في الشوط الثاني.
ويستعد "الفدائي" لمواجهة ودية أخرى أمام منتخب كتالونيا منتصف نوفمبر، في وقت عبّر فيه مدرب المنتخب الفلسطيني إيهاب أبو جزر –الذي فقد والده في حرب غزة وتعيش عائلته داخل خيام في خان يونس– عن أن فريقه "يحمل قصة وجع وأمل". ودخل أبو جزر الملعب بالكوفية الفلسطينية وسط تحية كبيرة من الجماهير ورفع واسع للأعلام الفلسطينية والباسكية في مشهد مؤثر تخطى الإطار الرياضي.
وكان المنتخب الفلسطيني قد نجح سابقًا في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2027، لكنه فشل في مواصلة مشواره نحو مونديال 2026 بعدما أنهى الدور الثالث في المركز الخامس بعشر نقاط. وحظيت مباراة الباسك بتغطية إعلامية واسعة، إذ وصفتها صحيفة الغارديان بأنها "لم تكن مجرد مباراة ودية".
ومن جهة أخرى، يستعد مانشستر سيتي لسلسلة من المواجهات القوية بعد التوقف الدولي، إذ يلتقي نيوكاسل ثم باير ليفركوزن وليدز وفولهام وسندرلاند وريال مدريد وكريستال بالاس وبرينتفورد. وكان السيتي قد حقق فوزًا كبيرًا على ليفربول بثلاثية نظيفة قبل التوقف، سجلها هالاند ونيكو جونزاليس وجيريمي دوكو ليقلص الفارق مع آرسنال في صدارة الدوري إلى 4 نقاط.
وتأتي هذه التصريحات ضمن مسيرة جوارديولا الذي يُعد من أبرز الأسماء في عالم التدريب، بعد مسيرة لامعة كلاعب وسط في برشلونة، ثم كمدرب حقق إنجازات تاريخية مع برشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي، وأصبح أحد أكثر المدربين تأثيرًا في كرة القدم الحديثة بفلسفته القائمة على التحكم في الكرة والضغط العالي وبناء اللعب من الخلف.