بعد أوكرانيا .. ما هي وجهة بوتين للحرب القادمة؟

وكالات – مصدر الإخبارية

كشف تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، أنّ استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحربية دمجت مسرح البحر الأبيض المتوسط في الجبهة الأوروبية من ضمن خطته الحربية، لافتًة إلى إرسال تعزيزات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط منذ بداية الهجوم الحالي على أوكرانيا.

وذكرت الصحيفة، أنّ التحليلات الخاصة بالهجوم الروسي الجاري في أوكرانيا تضعه عمومًا على أنه امتداد لمخططات الكرملين في بيئة ما بعد الاتحاد السوفيتي.

ونوه التقرير، إلى أنه من الممكن توسيع هذه الاستراتيجية لتشمل المسرح السوري أو حتى المسرح المتوسطي، حيث يستفيد فلاديمير بوتين أقصى استفادة من افتقار الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى العزيمة، الأمر الذي كان شجعه على تبني موقف حربي تجاه كييف.

وأردف: “لا شيء يمنعنا من التفكير في أن تصعيد الأزمة الأوكرانية يمكن أن تكون له الآن تداعيات في البحر الأبيض المتوسط، حيث تعتزم موسكو الاستفادة من قدرتها على دمج مسارح العمليات، في مواجهة القادة الغربيين الذين يتباطؤون في اتخاذ الإجراءات والتعاطي مع هذا الوضع الجديد”.

وشدد التقرير، على أنه ”بمجرد أن تم ضم هذه المحافظة الأوكرانية تحول الكرملين إلى المسرح السوري وهذه المرة بتدخل مباشر لدعم بشار الأسد، اعتبارًا من سبتمبر (أيلول) 2015، في حين استغل الكرملين هذا الهجوم لتوسيع تنظيمه في سوريا في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يجري دعم القاعدة البحرية السابقة في طرطوس بقاعدة جوية بالقرب من اللاذقية.

وبحسب التقرير، فإنّ الرئيس الروسي استفاد أيضًا من التوترات المتزايدة بشأن سوريا بين تركيا وبقية دول ”الناتو“، ونجح في إقامة تفاهمات مع تركيا لتقاسم النفوذ في سوريا وأيضا في ليبيا، وكل ذلك على حساب واشنطن وحلفائها.

وحذر من أنّ الطابع المنهجي للتقدم الروسي هو الذي يلفت الانتباه في وجه العجز الواضح لواشنطن والقوى الأوروبية للتكيف مع مثل هذا السياق العدواني، فقد طورت موسكو بالفعل وتعلمت إتقان المناورات في سوريا.

وأشار التقرير، إلى أن مناورات غير معقدة، إلا أنها تضمن إبقاء المبادرة في يدها ضد المعسكر الغربي الذي يكون دائمًا في موقف دفاعي وغالبًا ما يكون منقسمًا، مبينًا أن ”من الواضح أن بوتين راسخ بقوة على قدميه إحداهما أوروبية والأخرى متوسطية في حين أن خصومه يحافظون على انفصام الشخصية المتمثلة في التمييز العملياتي بين أوكرانيا والبحر الأبيض المتوسط“.

وأكد التقرير، أن بوتين قد أرسل وزير دفاعه إلى سوريا قبل تسعة أيام فقط من غزو أوكرانيا، مبيناً أنه من الواضح أن هذه الرحلة كانت تهدف إلى ضمان صلابة النظام الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط، قبل وقت قصير من الهجوم الذي خططت له هيئة الأركان العامة بالفعل على الجبهة الأوروبية، كما هنأ بشار الأسد في 25 شباط (فبراير)، نظيره الروسي على تصحيح التاريخ وإعادة التوازن الدولي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، مع بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.

وبيّن أن تخطيط موسكو لا يقتصر بلا شك على سوريا، فهو يأخذ بعين الاعتبار نقاط الدعم المحتملة في شرق ليبيا وحتى فرصة الوقوف إلى جانب الجزائر في حال نشوب صراع مع المغرب.

ويتركز الاهتمام العالمي بشكل مشروع على أوكرانيا، قال التقرير: “ربما قد تكون روسيا تستعد بالفعل للضربة التالية، ليس في الشرق بل في جنوب أوروبا، كما تم للتو إرسال تعزيزات روسية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط مع ما لا يقل عن غواصتين هجوميتين ومجموعتين بحريتين”.

وختم التقرير: ”إنّ هذا السيناريو الكارثي قد يبدو في هذه المرحلة مستبعدا، ولكن يجب أن لا ننسى أنّ الوضع في أوكرانيا اليوم لم يكن يتوقعه أحد“.

إقرأ أيضًا: مفوضية اللاجئين: توقعات بنزوح 7 ملايين مدني جراء الحرب الروسية الأوكرانية