تشهد الاتصالات بين إسرائيل وسورية جمودًا تامًا، بعدما أعلنت مصادر سياسية إسرائيلية مساء الإثنين أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق أمني بين الجانبين وصلت إلى طريق مسدود. ويعود التعثر إلى خلافات جوهرية تتعلق بمطالب سورية بالانسحاب الكامل من المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي عقب سقوط نظام الأسد، وهي مطالب ترفضها تل أبيب بشكل قاطع. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل تربط أي انسحاب شامل باتفاق سلام كامل مع سورية، وليس اتفاقًا أمنيًا محدودًا، وهو ما تعتبره غير مطروح في المرحلة الراهنة.
ويتزامن هذا الجمود مع استمرار الجيش الإسرائيلي في تنفيذ أعمال تحصين وترميم داخل مواقع عسكرية استولى عليها نهاية العام الماضي في قمة جبل الشيخ السورية ومواقع أخرى في جنوب غرب سورية. وتحتفظ إسرائيل بتسعة مواقع داخل الجولان السوري، تقع على مسافات قصيرة من خط وقف إطلاق النار الموقع عام 1974، والذي تخلّت حكومة نتنياهو عمليًا عن التزاماتها نحوه.
وتخشى المؤسستان العسكرية والأمنية في إسرائيل من أن التقارب الأميركي السوري، ولا سيما عقب اللقاء الأخير بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، قد يفرض على تل أبيب تقديم تنازلات ميدانية لا ترغب بها. وتذهب تقديرات الأجهزة الأمنية إلى أن الدور التركي المتنامي في فتح قنوات اتصال بين واشنطن ودمشق يشكل عامل ضغط إضافيًا قد يؤثر في حسابات إسرائيل في الجولان.
وتمنح التقديرات الإسرائيلية أهمية قصوى لقمة جبل الشيخ، التي تصنفها تل أبيب بأنها خط أحمر لا يمكن التراجع عنه، في مقابل استعدادها لبحث الانسحاب من مواقع أخرى داخل الجولان إذا ما ضمنت تفاهمات تتيح لها ما تصفه بـ"حرية العمل العسكري" في مواجهة أي تهديدات مستقبلية محتملة.