هل ينعكس توتر العلاقات الإسرائيلية الروسية على القضية الفلسطينية؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

قلل مختصون في الشؤون الإسرائيلية ومحللون سياسيون، من انعكاسات توتر العلاقات الإسرائيلية الروسية بفعل الحرب على أوكرانيا على القضية الفلسطينية.

يأتي ذلك مع بالتزامن مع إعلان (إسرائيل)، دعمها لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ورد موسكو عليها بعدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية.

وقال المحللون في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، إنه لا يوجد تأثير فعلي وكبير لروسيا على الأحداث في الشرق الأوسط في ظل الهيمنة الأمريكية، والإمساك بزمام المبادرة فيما يتعلق بتطورات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتأكيد العربي غير مسبوق لقرارتها سواء كان علناً أو بشكل مبطن.

وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة قرار الحرب والسلام في الشرق الأوسط، لاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية كون إسرائيل الحليف الأول لها في الشرق الأوسط.

وبين جعارة، أن الولايات المتحدة تتحكم بالتفاصيل الدقيقة للأوضاع على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، وفي مقدمتها قرار الاستيطان في الضفة الغربية وتمدده، مؤكداً أنه لا يمكن أن يحصل بدون موافقة أمريكية.

وشدد جعارة، أن التطورات الإيجابية بالقضية الفلسطينية مرتبطة بشكل أساسي بما تريد الولايات المتحدة وليس روسيا.

وأشار جعارة، إلى أن التأثير الروسي سيكون فقط مقتصراً على المواقف المتعلقة بالأحداث الجارية وليس المصيرية، لافتاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرتبط بعلاقات وثيقة مع موسكو.

ولفت جعارة إلى أن الموقف الروسي فيما يتعلق بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، بمثابة لي ذراع (لإسرائيل) نتيجة عدم وقوفها موقفاً كاملاً مع موسكو بشأن الحرب على أوكرانيا، وإعلانها أنها قلباً وروحاً مع الولايات المتحدة الداعمة لكييف.

ونوه جعارة إلى أن (إسرائيل) سعت من خلال الوساطة في الأزمة الأوكرانية لإظهار نفسها دولة كبرى، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطع الطريق عليها.

وأكد جعارة أن العلاقات الروسية الإسرائيلية لا تزال قائمة وجيدة، لاسيما مع سماح موسكو لإسرائيل بمواصلة عمليها بحرية في الأجواء السورية اللبنانية.

وتابع جعارة “أنه يجب عدم نسيان أن روسيا من أوائل الدول التي اعترفت بما يسمى بدولة إسرائيل ودعمت العصابات الصهيونية المسلحة، وهجرت قرابة مليون يهودي روسي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف تعزيز وجود الاحتلال”.

بدوره، قال المحلل السياسي هاني المصري، إن المواقف الروسية من الاحتلال الإسرائيلي في ظل الأزمة الأوكرانية لن يكون لها أثر كبير على القضية الفلسطينية في ظل إيقان ومعرفة موسكو أن (إسرائيل) كانت مجبرة على الموقف الذي أعلنته بشأن أوكرانيا.

وأضاف المصري في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال لا يزال يحافظ على هوامش العلاقة مع روسيا في ظل المصالح الكبيرة المشتركة بين الطرفين، لاسيما فيما يتعلق بالملف السوري.

وأشار إلى أن التوترات بالعلاقات الروسية الإسرائيلية لن يكون لها أيضاً انعكاس كبير نتيجة عدم وجود طرف فلسطيني وعربي يستثمر ذلك ويوظفه لصالح القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن الجانب الفلسطيني ليس طرفاً مؤثراً على الساحة الدولية حالياً لاستثمار أي خلل بالعلاقات الروسية الإسرائيلية.