في أعماق رفح جنوب قطاع غزة، تظل الحرب بعيدة عن نهايتها، مع احتجاز عشرات مقاتلي حركة حماس داخل شبكة أنفاق محصّنة خلف خطوط الجيش الإسرائيلي. هذه الخلايا المستقلة تشكل تحدياً دبلوماسياً وميدانياً في الوقت نفسه، إذ لا تتوفر معلومات دقيقة عن مواقعها وعدد مقاتليها، الذين تفرقوا ضمن الأنفاق منذ تقسيم القطاع بموجب الهدنة قبل نحو شهر على طول ما يُعرف بالـ"خط الأصفر".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه السماح للمقاتلين بالخروج، بينما تصر حماس على عدم الاستسلام أو تسليم الأسلحة. وتضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيجاد مخرج عملي للقضية، حيث ناقش صهر ترامب ومبعوثه جاريد كوشنر الملف مع نتنياهو خلال اجتماعات هذا الأسبوع.
وتستهدف المرحلة الثانية من الهدنة تشكيل قوة أمنية دولية في غزة، نزع سلاح حماس، واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية، فيما تمثل خلايا رفح المحاصرة عقدة إضافية في هذا المسار. وقد طُرحت أفكار لترحيل المقاتلين إلى دول ثالثة، مثل تركيا، لكن أي اتفاق لم يتم حتى الآن.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن نتنياهو لم يلتزم أمام الأمريكيين بإطلاق سراح "الخلايا الإرهابية"، فيما يواجه ضغوطًا داخلية من اليمين الإسرائيلي لرفض أي اتفاق يوفر ممراً آمناً لمقاتلي حماس. وقد أشار وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان إلى أن المقاتلين الذين استمروا في القتال بعد إعلان الهدنة أمامهم خياران فقط: الاستسلام والسجن أو الموت.
ويبحث الأمريكيون عن حل يتيح الحفاظ على استقرار الهدنة، مع إمكانية منح المقاتلين عفوًا مشروطًا إذا سلموا أسلحتهم والتزموا بالتعايش السلمي، في محاولة لتجاوز عقدة رفح دون نسف مسار المرحلة الثانية للهدنة.