يشهد تأثير النظام الغذائي على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) اهتماماً علمياً متزايداً، حيث تشير دراسات حديثة –بحسب صحيفة «التلغراف»– إلى وجود ارتباط قوي بين صحة الأمعاء وشدة أعراض الاضطراب، رغم عدم وجود نظام غذائي موحد قائم على الأدلة يُوصى به خصيصاً لهذه الحالة.
ويُظهر الباحثون أن الأشخاص المصابين بنقص الانتباه أكثر عرضة لمشكلات الجهاز الهضمي، مثل الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي، والإسهال، وآلام البطن. ويكتسب هذا الأمر أهمية كبيرة نظراً للعلاقة الوثيقة بين الأمعاء والدماغ عبر محور الأمعاء–الدماغ، الذي يؤثر بشكل مباشر على المزاج والصحة النفسية والقدرات الإدراكية.
ويرتبط ضعف صحة الأمعاء بحدوث التهاب جهازي قد يكون أعلى لدى المصابين بالاضطراب، ما قد ينعكس على زيادة التهاب الأعصاب وتأثيره السلبي على القلق والتركيز وتنظيم الطاقة. ويشير الطبيب النفسي د. جيمس كوستو إلى توقعه بظهور علاجات تعتمد على تحسين صحة الأمعاء عبر أنظمة غذائية معدلة ومكملات مخصصة.
الأطعمة التي يجب تجنبها أو الحد منها:
1- الأطعمة فائقة المعالجة
تشكل أكثر من نصف النظام الغذائي في المملكة المتحدة، وتشمل الأطعمة المعلّبة والمضافات الصناعية. تربط الدراسات بينها وبين أمراض مزمنة، كما تشير أبحاث إلى أن تناولها بكثرة قد يزيد خطر الإصابة بـADHD بنسبة 51%. كما تسبب خللاً في ميكروبات الأمعاء وزيادة الالتهاب.
2- الوجبات الخفيفة السكرية
لا يسبب السكر ADHD، لكنه قد يزيد من فرط النشاط ويضعف التركيز بسبب ارتفاع وانخفاض الطاقة المفاجئ. كما يعزز الرغبة الشديدة في تناول الطعام نتيجة تأثيره على الدوبامين، الذي يكون منخفضاً لدى المصابين بالاضطراب.
3- الأطعمة ذات الملونات الصناعية
ارتبطت عدة دراسات بزيادة أعراض ADHD، خصوصاً لدى الأطفال. وقد تضاعف استهلاك هذه الملونات أربع مرات خلال 50 عاماً.
4- الدهون المشبعة في الأطعمة المقلية
مثل الدجاج المقلي ورقائق البطاطس، والتي تعزز الالتهاب وترفع الكوليسترول الضار، ما يفاقم الالتهاب الجهازي لدى المصابين.
5- الكربوهيدرات البسيطة
كالخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء والمعجنات. تسبب تقلبات سريعة في نسبة السكر في الدم، مما يؤثر في التركيز. وينصح بدمجها مع البروتين لتثبيت الطاقة.
6- الأطعمة الغنية بالهيستامين
مثل اللحوم المصنعة والجبن المعتق. يلاحظ بعض المختصين وجود عدم تحمل للهيستامين لدى نسبة من المصابين بالاضطراب، ما قد يزيد من الأعراض، رغم الحاجة لمزيد من البحوث للتأكد من هذه العلاقة.
وتؤكد النتائج مجتمعةً أهمية الانتباه إلى النظام الغذائي كعامل مساعد في إدارة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مع استمرار الدراسات في كشف صلات جديدة بين الغذاء وصحة الدماغ.