رام الله - مصدر الإخبارية 

هاجم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، المنطقة الصناعية المعروفة باسم "اللدائن" قرب قرية بيت ليد شرق طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، وأضرموا النار في منشآت صناعية وأراضٍ زراعية، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين واندلاع حرائق واسعة في المكان.

وأفادت مصادر محلية وإعلامية بأن ثلاث إصابات على الأقل سُجلت في صفوف الفلسطينيين جراء اعتداء المستوطنين، الذين أضرموا النار في مصنع بلاستيك وعدد من الشاحنات والمركبات الفلسطينية، تقدر بنحو عشر مركبات، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وادعى جيش الاحتلال أنه اعتقل ستة مستوطنين بعد الهجوم، مشيرًا إلى أنهم اعتدوا على قوات ومركبة عسكرية إسرائيلية أثناء محاولتهم الفرار من المنطقة.

وبحسب شهود عيان، امتدت اعتداءات المستوطنين إلى تجمع بدوي قريب، حيث أضرموا النار في الأراضي الزراعية المحيطة، فيما حاول الأهالي بمساندة طواقم الدفاع المدني السيطرة على الحرائق ومنع انتشارها، وسط عرقلة قوات الاحتلال لوصول بعض الطواقم إلى المواقع المشتعلة.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يواصلون عمليات تسييج واستيلاء على أراضٍ زراعية في الأغوار الشمالية، ما يهدد مصادر رزق المزارعين والرعاة الفلسطينيين.

وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية، مهدي دراغمة، إن المستوطنين واصلوا تسييج أراضٍ زراعية في منطقة الفارسية تعود ملكيتها لفلسطينيين بموجب سندات طابو رسمية، مضيفًا أن عشرات الآلاف من الدونمات أصبحت محاطة بالأسلاك الشائكة، في خطوة تهدف إلى الاستيلاء عليها وحرمان أصحابها من استغلالها.

وأشار دراغمة إلى أن المستوطنين سيجوا خلال الأسابيع الماضية أكثر من ألفي دونم في مناطق قريبة من الفارسية، في استمرار لعمليات التوسع الاستيطاني المنظم في الأغوار.

وبحسب تقرير حديث للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، تشهد الضفة الغربية تصاعدًا خطيرًا في اعتداءات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال، خاصة بعد تعليمات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير التي تقضي بتسهيل تحركاتهم وتوفير الحماية لهم.

ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان نحو 2350 هجومًا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نُفّذ 1584 منها مباشرة على يد جيش الاحتلال، بينما تركزت معظم الاعتداءات في محافظات رام الله والبيرة ونابلس والخليل، وشملت حرق أراضٍ زراعية، واقتلاع أشجار الزيتون، والاعتداء على المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.