قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن وقف إطلاق النار الهش في غزة يوفر فرصة محدودة لإعادة البناء والتعافي بعد عامين من الحرب الشرسة، لكنه حذر من استمرار التحديات الإنسانية الجسيمة، مثل نقص المأوى والغذاء والمياه النظيفة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأوضح لازاريني، في مقال نشره الاثنين في صحيفة الغارديان البريطانية، أن الأونروا تمتلك الخبرة والموارد اللازمة لتقديم الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة لسكان غزة المتضررين، مشددًا على ضرورة العمل بحرية واستقلالية دون قيود على دخول الإمدادات والموظفين.
وأشار إلى أن نجاح إعادة الإعمار يعتمد على استقرار الخدمات العامة وحوكمة فعالة تحظى بثقة المجتمع الفلسطيني، مؤكدًا أن إشراك المهنيين والإداريين المحليين في غزة أمر حيوي لضمان استدامة التعافي ومنع فراغ إداري مشابه لما حدث في العراق عام 2003.
وحذّر لازاريني من أن وقف إطلاق النار وحده لن يكون كافيًا لتحقيق سلام دائم، مشددًا على أهمية استثمار جهود حقيقية في حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحماية البنية التحتية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
كما أشار إلى أن الأونروا، التي تضم آلاف الموظفين الفلسطينيين المؤهلين، تمثل جهة محايدة وموثوقة لتقديم خدمات أساسية، بما في ذلك التعليم وبرامج حقوق الإنسان، لمنع تفشي التطرف بين الأطفال واليافعين، مشيرًا إلى أن نحو 700 ألف طفل في سن الدراسة يعيشون حاليًا تحت الأنقاض، محرومين من التعليم بعد فقدان منازلهم وعائلاتهم.
وأكد لازاريني أن إعادة إعمار غزة لا تعني فقط استعادة المباني، بل تتطلب بناء مؤسسات فعالة وخدمات عامة مستقرة، وضمان العدالة والمصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددًا على أن السلام المستدام يتطلب الاعتراف بالمعاناة الفلسطينية والصدمة الجماعية الناتجة عن الهجمات الأخيرة في أكتوبر 2023، والعمل على تعزيز التواصل بين المجتمعات المتضررة.
وخلص إلى أن تحقيق العدالة، وتعزيز التعليم والصحة والبنية التحتية، والتعاون الدولي لدعم إعادة الإعمار، هي أسس أي فجر جديد محتمل في غزة، محذرًا من أن أي إخفاق في هذه الجهود سيزيد من معاناة السكان ويعزز اليأس بين الفلسطينيين.