رحبت وزارة الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين باعتماد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في دورته الثالثة والأربعين، المنعقدة في مدينة سمرقند بأوزبكستان، بالإجماع أربعة قرارات لصالح دولة فلسطين، تتعلق بمدينة القدس، وعواقب الوضع الراهن في قطاع غزة، ودعم استمرارية الأنشطة التعليمية للأونروا، والمؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة.
وأكدت الوزارة في بيان صحفي مساء اليوم الإثنين، أن هذه القرارات تأتي في وقت بالغ الأهمية، بينما تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، جرائمها وانتهاكاتها التي تطال مجالات عمل "اليونسكو" كافة، بما في ذلك التعليم والثقافة والتراث المادي وغير المادي، واستهداف المدارس والمؤسسات التعليمية والإعلامية والصحفيين في قطاع غزة، في إطار سياسة الإبادة الجماعية والثقافية التي تمتد إلى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وشدد البيان على أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك حرمة الأماكن الأثرية والدينية في القدس والخليل، ويسعى لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس وأسوارها، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك باعتباره مكان عبادة خالص للمسلمين، والحرم الإبراهيمي في الخليل، داعياً إلى وضع خطة عمل عاجلة لصون التراث الثقافي في المدينة المقدسة.
وأشادت الخارجية بالدور الهام الذي يضطلع به المؤتمر العام لليونسكو، والذي ينعقد مرة كل عامين، في تركيزه على القضايا الفلسطينية في كل من غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، مؤكدة أهمية دعوته إلى إطلاق برنامج للمساعدة العاجلة لقطاع غزة، يتضمن خطة عمل وإنشاء حساب خاص للمساهمات الطوعية لدعم التعليم والثقافة في الأراضي الفلسطينية.
وثمنت الوزارة مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي دعمت اعتماد القرارات الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في ميادين التربية والثقافة والتراث، معتبرة أن هذه القرارات تشكل أدوات قانونية ودبلوماسية للمساءلة والمحاسبة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته المستمرة لطمس وتزوير الهوية الفلسطينية.
ودعت دول العالم الأعضاء في اليونسكو إلى التوحد من أجل إعادة الحياة لقطاع غزة المدمر، ودعم الجهود الفلسطينية لإعادة الإعمار والتعافي، وتوفير الدعم السياسي والمالي اللازم لحماية التعليم والتراث الإنساني في فلسطين.
يُذكر أن المؤتمر العام لليونسكو كان قد اعتمد أمس أربعة قرارات تتعلق بفلسطين، تضمنت قضية القدس، وتأثير الوضع الراهن في غزة، ودعم الأنشطة التعليمية للأونروا، والمؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة.
وشارك في أعمال الدورة وفد دولة فلسطين برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم علي أبو زهري، وضم كلاً من أمين عام اللجنة الوطنية جهاد رمضان، والقائم بأعمال سفير دولة فلسطين لدى اليونسكو هالة طويل، ومساعد الأمين العام للجنة خلود حنتش، كما مثل سفارة فلسطين لدى أوزبكستان المستشار بشر الأعرج القائم بالأعمال بالإنابة.