استعرضت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، اليوم الإثنين، الخطة التنفيذية للإغاثة والتعافي المبكر لقطاع التعليم في غزة، وذلك في إطار الخطط القطاعية الأولية التي تُحدّث بشكل مستمر بالتعاون مع الشركاء العرب والدوليين والمؤسسات الأممية.
جاء ذلك خلال لقاء موسع عقد في مدينة غزة بحضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور أمجد برهم، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى فلسطين عصام البدور، وسفير جمهورية إيرلندا فيليم مكلوغلين، ووكيل الوزارة ورئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم معالي علي أبو زهري، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات الشريكة محلياً ودولياً.
وأكد الوزير برهم أن الوزارة نجحت في حماية المسار التعليمي رغم الظروف القاسية، من خلال المدارس الافتراضية والمراكز التعليمية في أماكن الإيواء وبرامج دعم الجامعات، مشيراً إلى أنه تم عقد امتحانات الثانوية العامة خلال العدوان لدورتين متتاليتين، اجتازها أكثر من 56 ألف طالب وطالبة، مع الإعلان عن نتائج دورة مواليد 2007 يوم الخميس المقبل.
وأشاد برهم بالدعم الأردني لقطاع التعليم، خصوصاً في تطوير المنصة الإلكترونية لامتحانات الثانوية في غزة، معتبراً أن هذا الدعم مكّن آلاف الطلبة من استكمال تعليمهم رغم التحديات.
وأوضح أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وكالة الأونروا التي تدير 290 مدرسة تضم نحو 300 ألف طالب، لضمان استمرار العملية التعليمية رغم الدمار الواسع، مشيراً إلى أن أكثر من 18 ألف طالب و780 معلماً استُشهدوا خلال العدوان، ما يعادل فقدان ما يقارب 30 مدرسة كاملة من السجل التعليمي.
وبيّنت بيانات الوزارة أن 82% من المدارس الحكومية تعرضت لتدمير مباشر، و90% من الجامعات والكليات تضررت بشكل واسع، مع استشهاد 3,858 موظفاً أكاديمياً وفقدان مئات آخرين، بينما لا يزال نحو 2,656 موظفاً فقط قادرين على الاستمرار في التعليم العالي داخل القطاع.
من جانبها، أكدت رئيسة غرفة العمليات الحكومية سماح حمد أن الغرفة تعمل بتنسيق شامل مع الجهات الحكومية والأهلية والدولية لتوحيد الجهود وضمان توجيه الموارد نحو الأولويات الوطنية ضمن خطة الإغاثة والتعافي المبكر.
وقدّمت ممثلة وزارة التربية في الغرفة وسام نخلة عرضاً تفصيلياً لخطة الإغاثة، والتي تشمل توفير أماكن تعليم بديلة عبر إنشاء صفوف مؤقتة وخيام تعليمية في مناطق آمنة، وإزالة الركام من ساحات المدارس بالتعاون مع الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
كما تتضمن الخطة توسيع التعليم الوجاهي ليستوعب أكثر من 200 ألف طالب في 29 مدرسة و369 مركز تعلم، إضافة إلى تطوير منصات للتعليم عن بُعد، وتوفير الحقائب والقرطاسية والأجهزة الذكية، ودعم الطلبة ذوي الإعاقات من خلال تجهيزات خاصة، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين.
ودعا الوزير برهم المجتمع الدولي إلى توفير تمويل عاجل لإعادة تشغيل المؤسسات التعليمية وإزالة الأنقاض وتهيئة بيئة تعليمية آمنة، مؤكداً أن استعادة التعليم تمثل أولوية وطنية وإنسانية في مرحلة الإغاثة والتعافي.