غزة-مصدر الإخبارية
بدأت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأحد حملة التطعيم الاستدراكية بالتعاون مع منظمات أممية لتعزيز البرنامج الوطني لتطعيم الأطفال دون سن الثالثة.
وأوضحت أن الحملة ستنفذ عبر 150 مركزًا صحيًا، لمدة عشرة أيام وعلى ثلاث مراحل بفارق زمني شهر واحد بين كل مرحلة وأخرى.
ودعت الصحة المواطنين للتعاون مع الفرق الصحية واصطحاب أطفالهم إلى المراكز الصحية ومعهم بطاقات التطعيم -إن وجدت- لاستكمال جرعاتهم، ولضمان تسجيل الجرعات بشكل دقيق.
وتهدف الحملة -التي تنفذها وزارة الصحة بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة الصحة العالمية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى تطعيم نحو 44 ألف طفل ضد أمراض معدية تهدد حياتهم.
وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش إن الحملة تأتي في ظل "حرب الإبادة الصحية" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وتهدف أيضا إلى إجراء فحوصات سوء التغذية وتقديم مكملات غذائية للأطفال الأكثر هشاشة.
وأشار البرش -خلال تصريحات إعلامية إلى أن "الاحتلال استهدف كل مظاهر الحياة في غزة، وكان الأطفال الضحية الأكبر في هذه الحرب التي هدفت إلى محو النسل الفلسطيني"، وفق تعبيره.
ولفت إلى آلاف الأطفال دون سن الثالثة لم يتلقوا أي تطعيم خلال العامين الماضيين، وهذا يجعل هذه الحملة "فرصة استدراكية لإنقاذ جيل مهدد بالأمراض الوبائية والموت البطيء".
ووصف البرش التطعيم بأنه "خط الدفاع الأول والأخير عن أطفالنا"، "ومعركة بقاء من أجل الطفولة الفلسطينية التي تتعرض للإبادة البطيئة"، داعيا العالم إلى دعم حق أطفال غزة في الحياة والصحة والأمان.
ورغم أهمية الحملة، فإنها تواجه عقبات كبيرة، أبرزها -حسب البرش- نقص الإمدادات الطبية بسبب استمرار الحصار وإغلاق المعابر.
وبلغة الأرقام، هناك أكثر من 70% من مستلزمات الصحة أرصدتها صفرية، و60% من الأدوية الأساسية مفقودة، إضافة إلى تدمير عشرات المراكز الصحية وصعوبة الوصول إليها نتيجة النزوح المتكرر وتشتت السكان، وفق المتحدث.
كما لم تسمح سلطات الاحتلال بدخول أكثر من 10% من احتياجات القطاع الصحية، في وقت فقدت فيه المنظومة الصحية أكثر من 1700 كادر طبي بين شهيد ومعتقل، وهذا زاد الضغط على الطواقم العاملة في ظروف أمنية شديدة الخطورة.
واتهم البرش "إسرائيل"بعرقلة عمل المنظمات الدولية وحرمان مئات آلاف الأطفال من حملات التطعيم السابقة، لافتا إلى أن "الاحتلال لا يزال يمنع إدخال اللقاحات ويعتقل موظفين من منظمات إنسانية كاليونيسيف".
وحسب منظمات أممية، فإن طفلا واحدا من كل 5 أطفال فلسطينيين لم يتلقَ اللقاحات الأساسية، بعد عامين من الحرب الإسرائيلية المدمرة التي حصدت أرواح أكثر من 20 ألف طفل فلسطيني.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إبادة جماعية بدأت "إسرائيل" بارتكابها في القطاع الفلسطيني المحاصر قبل عامين، وخلفت أكثر من 68 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح، وألحقت دمارا طال نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.