وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء السبت، إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض يوم الاثنين. وتتصدر أجندة الزيارة ملفات رفع العقوبات الأميركية و"قانون قيصر"، إلى جانب التعاون الأمني والعسكري، ولا سيما في مجال محاربة تنظيم داعش، فضلاً عن اتفاق أمني محتمل مع إسرائيل.
تأتي الزيارة بعد قرار مجلس الأمن الدولي برفع العقوبات المفروضة على الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، بقرار صاغته الولايات المتحدة وحظي بتأييد واسع. وتعد هذه الزيارة أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، بعد مشاركة الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
وخلال لقائه بممثلي الجالية السورية في واشنطن، أكد الشرع أن العقوبات المفروضة على بلاده "في مراحلها الأخيرة"، داعياً إلى مواصلة الجهود لإنهائها بالكامل، ومشدداً على أهمية مشاركة السوريين في الداخل والخارج في إعادة إعمار البلاد.
ومن المقرر أن يجري الرئيس السوري لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين وأعضاء في الكونغرس، لبحث إلغاء قانون قيصر عبر مشروع قانون الدفاع الوطني الذي يناقشه المشرعون حالياً، حيث أبدت إدارة ترمب دعمها لهذه الخطوة.
وفي موازاة ذلك، تتجه دمشق إلى الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش، وسط مشاورات متقدمة بين وزارتي الدفاع والاستخبارات في البلدين. وكشف المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك أن من المتوقع توقيع اتفاق بهذا الشأن خلال زيارة الشرع الحالية.
كما تناقش واشنطن ودمشق، وفق مصادر أميركية، إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني حدودي مع إسرائيل قبل نهاية العام، وهو ما وصفه باراك بأنه "تطور إيجابي" في مسار العلاقات الإقليمية الجديدة.
وتعكس الزيارة تحولاً كبيراً في السياسة الأميركية تجاه سوريا، في ظل ما وصفته المتحدثة باسم البيت الأبيض بأنه "تقدم ملموس في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية بقيادة دمشق الجديدة".