تعافت أسواق الأسهم الأميركية يوم الجمعة من أدنى مستوياتها خلال الجلسة مع تصاعد الآمال بعودة المشرعين الأميركيين إلى طاولة التفاوض لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، بينما قلّصت العملات المشفرة خسائرها الأسبوعية.
وشهدت المؤشرات الرئيسية مثل S&P 500 ارتفاع أسهم نحو 400 شركة، فيما قلّص مؤشر ناسداك 100 معظم خسائره البالغة 2.1%، منهياً بذلك أسوأ أسبوع له منذ أبريل. ويأتي هذا التعافي في ظل توقف إصدار البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق، بما في ذلك تقرير الوظائف الأميركي، الذي يُعد مؤشراً حاسماً للأسواق.
وقال ديفيد راسل من "تريد ستيشن": "كلما طال أمد الإغلاق الحكومي، زاد أثره على الاقتصاد الحقيقي".
وتزامن التعافي الجزئي للأسهم مع موجة تصحيح في أسهم الذكاء الاصطناعي بعد ارتفاعات كبيرة دفعت المستثمرين لجني الأرباح. وأشار مارك هاكيت من "نيشن وايد" إلى أن الانخفاض الحالي يشبه "تصحيحاً مفرطاً للأسهم المبالغ في تقييمها وليس ضعفاً في الأساسيات".
وعلى صعيد السيولة والأسواق المالية، ارتفع S&P 500 بنسبة 0.1% بعد كسره لمتوسطه المتحرك لـ50 يوماً، بينما استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.09%، وانخفض الدولار 0.2%. كما ارتفع بيتكوين 2.5%، مقلصاً خسائره الأسبوعية إلى 5.5%.
ورغم التفاؤل، لا تزال الأسواق تواجه ضغوطاً كبيرة بسبب ضعف سوق العمل، إذ تشير بيانات القطاع الخاص والتسريحات الأخيرة إلى تباطؤ مستمر، ما يرفع احتمالات خفض الفائدة الأميركية في ديسمبر أو مطلع 2026.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات كبرى مثل Target، Amazon، Paramount، ستاربكس، دلتا، كارماكس، ريفيان ومولسون كورز عن تسريحات إدارية واسعة النطاق، ما يعكس الضغوط المتزايدة على سوق العمل.
وأدى الإغلاق الحكومي إلى غياب البيانات الاقتصادية الأساسية وزيادة الانقسامات بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول السياسة النقدية، حيث يرى بعض الاستراتيجيين أن البيانات المتاحة تشير إلى تباطؤ النمو، بينما يظل التفاؤل قائماً على دعم السياسات النقدية والتخفيضات الضريبية المستقبلية.
وعلى الرغم من المخاطر، استمرت التدفقات المالية إلى صناديق الأسهم الأميركية لثمانية أسابيع متتالية، وهي الأطول منذ بداية العام، ما ساهم في دعم السوق.
وحذر محللون من أن الأسواق قد تشهد تصحيحاً محدوداً بين 5% و10% قبل نهاية العام، بينما يراقب المستثمرون علامات قاع واضحة للاستفادة من فرص الشراء قبل موسم الأرباح وعطلات نهاية العام.