القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
دعا تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، اليوم الأربعاء، إلى استغلال ما تبقّى من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترسيخ المكاسب السياسية والأمنية التي حققتها إسرائيل في عهده، باعتباره "الرئيس الأكثر دعمًا لها"، في ظل توقعات بتغيّر محتمل في السياسة الأميركية تجاه المنطقة مستقبلاً.
وأوضح التقرير، الذي جاء في إطار ورقة موقف إستراتيجية، أن خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة تتوافق إلى حدٍّ كبير مع المصالح الإسرائيلية العليا، إذ تركز على استعادة الأسرى، وإنهاء حكم حماس، ونزع سلاحها، وإعادة دمج إسرائيل في الإقليم، إضافة إلى مواجهة مساعي عزلها دوليًا. ودعا التقرير الحكومة الإسرائيلية إلى تبني الخطة رسميًا لضمان استمرار دعم ترامب ومبادراته لتعزيز الأمن القومي الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات الإسرائيلية–الأميركية تمر بمرحلة تحول عميق بفعل التغيرات الديموغرافية والسياسية داخل الولايات المتحدة، موضحًا أن التيارات التقدمية في الحزب الديمقراطي باتت تنظر إلى إسرائيل كـ"قوة بيضاء مستغِلة في مواجهة الفلسطينيين الضعفاء"، بينما يتنامى في اليمين المحافظ تيار انعزالي يشكك في جدوى دعم إسرائيل ويرى أنها تدفع واشنطن إلى حروب خارجية لا تخدم مصالحها.
وأضاف التقرير أن الاستطلاعات الأميركية الأخيرة تكشف عن تراجع ملحوظ في تأييد إسرائيل بين الأميركيين، سواء في الشارع أو داخل الكونغرس، مشيرًا إلى أن نسبة الدعم الشعبي هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ ربع قرن، وأن الإنجيليين البيض الذين يشكلون القاعدة التقليدية للدعم الإسرائيلي في الولايات المتحدة يتناقص نفوذهم بشكل مستمر.
وأكد التقرير أن المرحلة الحالية تمثل فرصة تاريخية لإسرائيل قبل تغيّر الإدارة الأميركية، داعيًا إلى بلورة خريطة سياسية جديدة للشرق الأوسط تشمل فصل إسرائيل عن كيان فلسطيني منزوع السلاح وذي سيادة محدودة، معتمد على موافقة إسرائيلية مسبقة، على أن تُستثمر مبادرتا ترامب (صفقة القرن واتفاقيات أبراهام) لتسوية الصراع مع الفلسطينيين وفق الرؤية الإسرائيلية.
كما شدد التقرير على ضرورة عدم ترك ملف إيران للرئيس الأميركي القادم، بل استغلال اللحظة الحالية لممارسة ضغط اقتصادي وسياسي وعسكري لانتزاع اتفاق نووي "أفضل من السابق"، بالتوازي مع بناء قدرات هجومية إسرائيلية–أميركية مشتركة لردع طهران.
وفي الشأن السوري، رأى التقرير أن الهدف النهائي لإسرائيل هو الوصول إلى دولة سورية مستقرة ترتبط بعلاقات دبلوماسية معها، مشيرًا إلى ضرورة تجنب إسقاط النظام الحالي بشكل مفاجئ خشية صعود قوى جهادية أكثر تطرفًا، والدفع نحو اتفاق أمني تدريجي بإشراف أميركي وخليجي.
أما في الملف اللبناني، فقد اعتبر التقرير أن نافذة الفرص لنزع سلاح حزب الله تضيق، داعيًا إلى تسريع العملية بدعم أميركي مباشر، وتفعيل دور الجيش اللبناني بإشراف عسكري أميركي "حتى حدّ التدخل المباشر" لضمان التنفيذ.
وفي ختام التقرير، أوصى المعهد بأن تسعى إسرائيل إلى مذكرة تفاهم جديدة مع واشنطن تنقلها من موقع "الدولة المدعومة" إلى "الشريك الإستراتيجي"، مع تعميق التعاون في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والتجارة. كما دعا إلى انضمام إسرائيل لتحالف الاستخبارات الدولي "العيون الخمس" الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، معتبرًا أن هذه الخطوة ستعزز قدراتها الأمنية ومكانتها السياسية في الشرق الأوسط والعالم.