غزة- مصدر الإخبارية
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن إجراء إسرائيلي جديد أدى إلى شلل شبه كامل في عمل عشرات المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة والضفة الغربية، بعدما فرضت سلطات الاحتلال شروطًا تعجيزية للحصول على تراخيص العمل وإدخال المساعدات.
وقالت الصحيفة إن القرار الإسرائيلي أجبر منظمات كانت تعمل بترخيص رسمي منذ سنوات على تعليق أنشطتها بالكامل، ما تسبب في احتجاز آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية في الموانئ والمخازن داخل إسرائيل والأردن ومصر.
وأوضحت "هآرتس" أن الإجراء الجديد، الذي أُقِرّ في مارس/آذار الماضي، جاء بعد نقل صلاحية تسجيل المنظمات من وزارة الرفاه الاجتماعي إلى وزارة الشتات برئاسة عضو "الليكود" عمّيحاي شيكلي، مشيرةً إلى أن هذا التغيير ترافق مع توسيع صلاحيات الوزارة لرفض أو تعطيل عمل المنظمات الإنسانية.
وبموجب اللوائح الجديدة، تُلزم المنظمات بتقديم قوائم تفصيلية بأسماء جميع موظفيها المحليين والأجانب، إلى جانب بيانات شخصية عن أفراد عائلاتهم، وهو ما تعتبره المنظمات انتهاكًا للخصوصية ومخالفًا للقوانين الدولية. كما يحق للوزارة رفض أي منظمة إذا اعتُبر أنها "تنكر يهودية الدولة" أو "تدعم محاكمات دولية ضد إسرائيليين" متورطين بجرائم حرب في غزة.
وتشير الصحيفة إلى أن 14 منظمة رُفضت طلباتها منذ سبتمبر الماضي، من أصل 100 طلب قُدمت للحصول على تراخيص جديدة، بينما لا تزال الطلبات الأخرى قيد المراجعة. ومن بين المتضررين منظمات كبرى مثل أوكسفام (Oxfam) وأنقذوا الأطفال (Save the Children) والمجلس النرويجي للاجئين (NRC).
وأضافت "هآرتس" أن المنظمات التي حاولت تمرير مساعداتها عبر وكالات الأمم المتحدة أو مؤسسات أخرى مرخصة واجهت أيضًا عراقيل إسرائيلية جديدة، ما أدى إلى تكدس المساعدات في نقاط العبور ومنع وصولها إلى المحتاجين في غزة. وتشمل هذه المساعدات المراتب والخيام ومواد العزل والمستلزمات الصحية والملابس الشتوية ومواد غذائية أساسية.
ونقلت الصحيفة عن بشرى الخالدي، مديرة السياسات في "أوكسفام" بالأراضي الفلسطينية، قولها إن هذه الإجراءات تمثل "سياسة عقاب جماعي متعمدة، تهدف إلى جعل غزة بيئة غير قابلة للحياة".
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ يشهد فيه القطاع كارثة إنسانية متفاقمة رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ أكتوبر الماضي، حيث لا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في خيام وسط انهيار شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وارتفاع جنوني في أسعار الغذاء.
ووفق بيانات رسمية، لا يتجاوز معدل دخول الشاحنات الإنسانية إلى القطاع 89 شاحنة يوميًا من أصل 600 شاحنة يُفترض دخولها يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.
يُذكر أن حرب الإبادة الإسرائيلية، المدعومة أميركيًا، التي شُنت على غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن استشهاد نحو 68,872 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 170 ألفًا، وتدمير 90% من البنية التحتية المدنية، فيما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.