حذر مسؤولون ومنظمات إغاثة إنسانية الثلاثاء من أن المساعدات الغذائية واللوجستية في غزة لا تزال ضئيلة للغاية، فيما يواجه السكان خطورة الجوع وتدهور الخيام مع اقتراب فصل الشتاء، بعد نحو أربعة أسابيع من وقف إطلاق النار الذي أنهى حربًا مدمرة استمرت عامين على القطاع.
كان من المفترض أن يسهم وقف إطلاق النار في تسهيل تدفق 600 شاحنة يوميًا من الإمدادات إلى القطاع المكتظ بالسكان، لكن الواقع مختلف، إذ أوضحت الإدارة المحلية في غزة أن عدد الشاحنات التي تصل إلى الوجهة لا يتجاوز 145 شاحنة يوميًا، فيما قال برنامج الأغذية العالمي إن نصف الكمية المطلوبة فقط تصل إلى السكان، بينما تقدر منظمات فلسطينية حجم المساعدات بما بين ربع وثلث الكمية المطلوبة.
وقالت منال سالم (52 عامًا)، المقيمة في خيمة بخان يونس، إن الخيام المتآكلة لا تضمن حماية السكان خلال الشتاء: "لا خيام زي الناس ولا مياه زي الناس ولا أكل زي الناس"، مشيرة إلى المخاطر الكبيرة التي تواجه السكان.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تحسن محدود منذ منتصف أكتوبر، مع انخفاض نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من 14% إلى 10%، لكن نصف الأسر لا تزال تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء، خصوصًا في شمال القطاع.
وتواجه جهود التغذية قيودًا أخرى بسبب نقص الوقود، حيث يعتمد أكثر من 60% من السكان على حرق النفايات لطهي الطعام، ما يزيد المخاطر الصحية، بينما يحتاج حوالي 1.5 مليون شخص إلى مأوى، وفق تقديرات المجلس النرويجي للاجئين، لكن الموافقات الإسرائيلية على إدخال الخيام والأقمشة والمساعدات الأخرى تتأخر.
وقالت عبير عطيفة، كبيرة المتحدثين باسم برنامج الأغذية العالمي، إن الوضع يشكل "سباقًا مع الزمن" مع اقتراب الشتاء، مشددة على ضرورة توفير الوصول الكامل والسريع لجميع المساعدات الإنسانية لتجنب كارثة إنسانية أكبر.