إسرائيل تخشى تبعات الحرب الروسية الأوكرانية على عملياتها في سوريا

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية 

ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الجمعة، أن قيادة الاحتلال العسكرية والسياسية طلب منها بعدم التصريح لوسائل الإعلام حول الحرب الروسية الأوكرانية، أو كما يتداولها الإعلام العبري بالهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة، أن السبب في ذلك يرجع إلى قلق إسرائيلي من أن يؤثر تصريح معين على التنسيق الأمني بين روسيا و”إسرائيل” في سوريا، ووقف هجمات الأخيرة ضد أهداف إيرانية هناك.

ويتابع المسؤولون لدى جهاز الاحتلال الأمني الحرب الروسية الأوكرانية في محاولة لتقدير تبعاتها على الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت “هآرتس”.

وقالت “هآرتس” “إن في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) رصدت التحولات لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحاولوا جاهدين إدراك وجهته وتحليل تأثيره على استمرار الهجمات الإسرائيلية المتتالية ضد إيران وحزب الله وحركة حماس”.

وخلال مداولات في “إسرائيل” بمشاركة ضباط استخبارات، لتقييم الوضع في “الجبهة الشمالية”، أي سورية ولبنان، في العام 2018، جرى تحليل الأداء الروسي وكيفية النظر إليه في السنوات القريبة التالية.

وبينت الصحيفة أن ضابط استخبارات كبير قدم في هذه المداولات تقديراً، قال فيه إن “بوتين يُبدي طموحاً إمبريالياً ويبني نفسه كزعيم الأمة بشكل مشابه لزعماء في روسيا في الماضي غير البعيد”. وأضاف الضابط أن بوتين يضع نفسه على أنه “وجه الشعب، وجه روسيا، أمنا روسيا”.

ويدعي مسؤولون في جهاز الاحتلال الأمني أنه من الناحية الاقتصادية، روسيا ليست لاعباً هاماً مقابل دول عظمى مثل الصين والولايات المتحدة ودول أخرى في أوروبا، لكن تقديرات مسؤولين استخباراتيين هي أن روسيا ما زال لديها تأثير دولة عظمى، خاصة بسبب الطريقة التي تعمل من خلالها من أجل تحقيق أهدافها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله، مؤخرا، إن “الروس يستخدمون قوتهم بشكل ناجع وذكي. وتسعى روسيا بصورة تقليدية إلى احتكاك عسكري. وتحدث بذلك عرقلة لمجرى الحياة في مناطق مختلفة، وتدرس تبعات الفوضى التي أحدثتها ومن هناك تعمل من أجل تحقيق أهدافها”.

ويقدر المسؤولون في الجهاز الأمني أن الأحداث الأخيرة ستؤدي إلى تقارب عسكري وسياسي بين روسيا وإيران. “وفرض عقوبات تجارية على روسيا يمكن أن تجعل بوتين يضع إيران تحت رعايته.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في “إسرائيل” كانوا يعتبرون، حتى فترة قريبة، أن روسيا ليست معنية بتموضع إيران في سوريا، والآن باتوا في جهاز الأمن يخشون من أنه من أجل تقريب إيران منه، سيسمح بوتين لها بالتصرف بحرية أكثر في سوريا، وأكثر بكثير مما كانت إسرائيل تريد وبإمكانها أن تحتوي”.