بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيرته البريطانية إيفيت كوبر، الثلاثاء، العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، مؤكدين أهمية تكاتف الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان تنفيذ بنوده الإنسانية.
وجاء اللقاء في العاصمة عمّان ضمن زيارة رسمية قصيرة تجريها كوبر إلى المملكة، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية.
وأوضح البيان أن المباحثات تناولت "سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق بشأن الأوضاع الإقليمية، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية".
وأكد الوزيران على "ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع بشكل كافٍ ومستدام"، مشددين على "وجوب رفع العوائق أمام دخول المساعدات وفتح المعابر أمام منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية".
كما شدد الجانبان على "أهمية ربط جهود الاستقرار في غزة بأفق سياسي واضح يحقق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين".
وأشاد الوزيران بـ"متانة علاقات الصداقة بين الأردن وبريطانيا"، مؤكدين استمرار العمل على توسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والدفاعية والإنسانية.
كما أثنت كوبر على "الدور المحوري للأردن كمركز أساسي لتنسيق إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ممر المساعدات الأردني"، معبرة عن تقديرها لجهوده في دعم المدنيين بالقطاع.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أواخر عام 2024، حربًا إسرائيلية استمرت عامين كاملين بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا، فضلًا عن دمار واسع شمل 90% من البنى التحتية المدنية وخسائر تجاوزت 70 مليار دولار.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في الضفة الغربية، حيث شدد الصفدي على "ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي والإجراءات غير الشرعية التي تقوض فرص تحقيق حل الدولتين"، مثمنًا اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية ومواقفها الداعمة لتحقيق السلام العادل.
وفي الشأن السوري، بحث الوزيران "سبل دعم جهود إعادة إعمار سوريا وتعزيز أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها"، مؤكدين على "أهمية التعاون الدولي لدعم الحكومة السورية الجديدة بما يضمن استقرار البلاد".
وجدّد الصفدي إدانة الأردن للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن "هذه الهجمات تهدف إلى إشعال الفوضى وزعزعة الاستقرار".
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، التي تولت السلطة أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2024، لم تشكل أي تهديد لإسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي واصل تنفيذ غارات وتوغلات داخل سوريا أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية، بحسب تقارير ميدانية.
ومنذ عام 1967، تواصل إسرائيل احتلال معظم هضبة الجولان السورية، وقد وسعت نطاق سيطرتها بعد الإطاحة ببشار الأسد أواخر عام 2024، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974.
وفي ختام اللقاء، اتفق الصفدي وكوبر على إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين الأردني والبريطاني.