أعلن وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس، الثلاثاء، أن بلاده ستقدم دعماً مالياً للجيش اللبناني بقيمة 7.5 ملايين دولار، في إطار جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، خصوصاً في المناطق الحدودية.
وأوضح بريكلمانس، في ختام زيارة رسمية ليوم واحد إلى بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن زيارته تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين هولندا ولبنان، و"تطوير التعاون في مجالات التدريب العسكري وبناء القدرات واستعادة ثقة المواطنين بالجيش اللبناني".
وأشار الوزير إلى أن الدعم "لا يقتصر على التمويل، بل يشمل التعاون والتوجيه في مجالات الاستراتيجية العسكرية والإدارة الدفاعية"، مؤكداً أن بلاده تعتبر دعم الجيش اللبناني "أساساً لضمان استقرار لبنان والمنطقة".
وشدد بريكلمانس على ضرورة التزام جميع الأطراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، باعتباره "الأساس لأي اتفاق سلام دائم" بين لبنان وإسرائيل. ويقضي القرار، الصادر عام 2006، بوقف الأعمال العدائية وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الجنوبية.
وفي حديثه عن خطة نزع سلاح حزب الله، قال الوزير الهولندي إن "المرحلة الأولى من الخطة تسير بشكل جيد رغم صعوبتها"، داعياً جميع الأطراف إلى "الالتزام الكامل بها لضمان نجاح المراحل اللاحقة".
وأضاف: "نراقب الوضع عن كثب، ونسعى إلى تعزيز الثقة بين الأطراف عبر تقديم الدعم للجيش اللبناني، والتأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بالاتفاقيات الدولية".
وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرت، في أغسطس/آب الماضي، قراراً يقضي بحصر السلاح بيد الدولة، في خطوة تهدف إلى تعزيز سلطة المؤسسات الرسمية، فيما شدد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على أن تسليم السلاح مشروط بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها.
كما تطرق بريكلمانس إلى الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، مشيراً إلى وجود "توغلات وهجمات محدودة"، لكنه أكد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال قائماً، وأن هذه الخروقات "لا تعني انهيار الخطة أو توقف التقدم".
وتأتي زيارة الوزير الهولندي بعد عام من الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله، التي اندلعت في سبتمبر/أيلول 2024 وأسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً. ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف النار في نوفمبر من العام ذاته، فإن إسرائيل خرقته أكثر من 4500 مرة، بحسب بيانات رسمية لبنانية.
وخلال زيارته، التقى بريكلمانس الرئيس اللبناني جوزاف عون ووزير الدفاع ميشال منسى، حيث جرى توقيع مذكرة تفاهم لتقديم الدعم العسكري واللوجستي للجيش اللبناني، كما زار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (اليونيفيل) وعدداً من القرى المتضررة.
وأكد الوزير الهولندي أن بلاده "ستواصل العمل عبر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لضمان احترام القرار 1701 وتعزيز الاستقرار في لبنان"، مشيراً إلى أن هولندا "تشارك بفاعلية في قوات اليونيفيل منذ عام 2006، من خلال مساهمات لوجستية واستشارية".