القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
مددت محكمة الصلح في تل أبيب، ظهر اليوم الإثنين، اعتقال المدعية العسكرية الإسرائيلية المستقيلة يفعات يروشالمي، إلى جانب النائب العام العسكري السابق، لمدة ثلاثة أيام إضافية، أي حتى الأربعاء المقبل، على خلفية الاشتباه بتدخلهما في مجريات التحقيق المرتبط بتسريب فيديو يوثق تعذيب أسير فلسطيني في معتقل سديه تيمان خلال يوليو/تموز 2024.
وطلبت الشرطة تمديد الاعتقال لمدة خمسة أيام، مشيرة إلى شبهات تتعلق بـ الاحتيال وخيانة الأمانة واستغلال المنصب وتسريب معلومات سرية وعرقلة القضاء. واعتبرت المحكمة أن هناك دلائل خطيرة تشير إلى محاولة التأثير على التحقيق.
وفي سياق القضية، كشفت النيابة العسكرية أن الأسير الفلسطيني الذي ظهر في مقطع التعذيب قد أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025، موضحة أنه لم يعد ضمن سجلات مصلحة السجون.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الإفراج عن الأسير تم بقرار من جهاز الأمن العام (الشاباك) دون أخذ إفادته، مما قد يقلل فرص إدانة الجنود المتهمين بالاعتداء.
ويأتي هذا التطور بعد اعتقال يروشالمي والنائب العام منتصف ليل الأحد – الإثنين، إثر اختفائها لساعات قبل العثور عليها، في وقت كانت قد قدمت استقالتها عقب تسريب الفيديو، بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إقالتها رسميًا من منصبها بسبب الشبهات ضدها.
وتشير التحقيقات إلى أن يروشالمي يُشتبه في تسريبها الفيديو وتضليلها جهات عليا في الجيش والمحكمة العليا والرأي العام حول ملابسات الحادثة. وكانت تستعد للاستجواب بشأن نشر مواد سرية والإدلاء بتصريحات كاذبة وعرقلة سير العدالة.
ويعود أصل القضية إلى تسريب مقطع مصور في أغسطس/آب 2024 يوثق اعتداء جنود احتياط من وحدة تُعرف بـ"القوة 100" على معتقل فلسطيني داخل قاعدة "سديه تيمان"، جنوب إسرائيل. ووفق التسجيل، ظهر الأسرى مقيدين ومعصوبي الأعين، فيما أقدم الجنود على تعذيب أحدهم، ثم نُقل إلى المستشفى مصابًا بجروح خطيرة ناجمة عن "إدخال جسم غريب إلى جسده"، بحسب التقرير الطبي.
وحاولت مصادر رسمية إسرائيلية تبرير الحادثة بالادعاء أن الأسير ينتمي إلى "قوات النخبة في حماس"، لكن تحقيقات إعلامية وإسرائيلية لاحقة فنّدت تلك المزاعم، مؤكدة أنه لم يشارك في عملية السابع من أكتوبر 2023.
ورغم فظاعة الجريمة الموثقة، تركّز الخطاب العام في إسرائيل على مسألة التسريب بدلاً من جريمة التعذيب نفسها، وسط ضغوط سياسية تدافع عن الجنود وترفض محاكمتهم.