رصدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبر محاميتها، ما تعرضت له الأسيرتان أماني النجار وماسة غزال من شتم وإهانة وتنكيل خلال عملية اعتقالهما من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الهيئة في تقريرها الصادر اليوم الإثنين، أن الأسيرة أماني النجار (41 عامًا) من بلدة الفوار جنوب الخليل، تم استدعاؤها من قبل ضابط في جيش الاحتلال عبر اتصال هاتفي للحضور إلى حاجز زيف، وحين وصلت عند الساعة الواحدة ظهرًا تم إبلاغها بأنها معتقلة.
جرى تقييد يديها ونقلها إلى مركز توقيف “كريات أربع” للتحقيق، ثم إلى مركز “المسكوبية” حيث مكثت 22 يومًا، قبل أن تُنقل إلى معتقل الرملة ومنه إلى معبار “الشارون”.
ووصفت النجار، وهي أم لخمسة أبناء، ظروف احتجازها في معبار الشارون بأنها سيئة للغاية، حيث وُضعت في غرفة ضيقة مزودة بكاميرات مراقبة، تفتقر إلى التدفئة والطعام الكافي، مما تسبب لها بآلام في العمود الفقري. وأشارت إلى أن معتقل الدامون الذي نُقلت إليه لاحقًا، يشهد نقصًا حادًا في الطعام ورداءة في ظروف المعيشة، بينما تلجأ إدارة السجن إلى العقوبات القاسية والشتم المتكرر لأي سبب بسيط، حتى الضحك ممنوع.
أما الأسيرة ماسة غزال (23 عامًا) من مدينة نابلس، فتعرضت لاعتقال وحشي عند اقتحام منزلها الساعة الواحدة والنصف ليلًا من قبل جنود مقنعين قاموا بعبث بمحتويات المنزل. وقالت غزال: "تم اعتقالي دون السماح لي بتجهيز نفسي، كنت أرتدي ملابس الصلاة، وتم تعصيب عيني وتكبيل يدي وسط برد شديد"، حيث نُقلت إلى مركزي توقيف “حوارة” و“أرئيل”، قبل أن تُنقل لاحقًا إلى معتقل الشارون ثم سجن الدامون.
وأضافت أن إدارة السجن قامت بشتمها وسكب الشاي عليها خلال عمليات قمع متكررة، كان آخرها في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بسبب حفر الأسيرات أسماءهن على الحائط، وتمت معاقبتهن بحرمانهن من الخروج إلى ساحة “الفورة” لمدة أسبوع.
وأشارت غزال إلى أنها فقدت نحو 20 كيلوغرامًا من وزنها بسبب سوء نوعية وكمية الطعام، لافتة إلى أن عدد الأسيرات في سجن الدامون يبلغ حاليًا نحو 50 أسيرة يعانين ظروفًا قاسية وإهمالًا متعمدًا.
وأكدت هيئة الأسرى أن هذه الشهادات تمثل دليلًا جديدًا على تصاعد جرائم الاحتلال بحق الأسيرات الفلسطينيات، في ظل غياب الرقابة الدولية وتواطؤ المنظومة القضائية الإسرائيلية التي تشرعن هذه الانتهاكات الممنهجة.