دعا وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، السبت، إلى إشراك إيران في منظومة الأمن الإقليمي الشامل، مشدداً على أن سياسة عزلها لم تثبت جدواها، وأن الحل يكمن في الحوار والتعاون المشترك بين دول المنطقة.
جاءت تصريحات البوسعيدي خلال مشاركته في منتدى “حوار المنامة 2025” المنعقد في البحرين بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين والخبراء في قضايا الأمن والسياسة الدولية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العُمانية الرسمية.
وقال الوزير إن سلطنة عُمان ترى منذ وقت طويل أن “عزل إيران لم يكن حلاً، بل إن إشراكها في منظومة الأمن الإقليمي الشامل يسهم في ترسيخ الاستقرار والتعاون المشترك”، مضيفاً أن “السياسات القائمة على الإقصاء تُغذي التطرف وعدم الاستقرار، بينما تُسهم الشراكة الشاملة في بناء الثقة والاحترام المتبادل والازدهار المشترك”.
ودعا البوسعيدي إلى إقامة إطار أمني إقليمي يضم جميع دول المنطقة، بما فيها إيران والعراق واليمن، لمواجهة التحديات المشتركة كأمن الملاحة ومكافحة التهريب والتغير المناخي.
وأشار إلى أن إيران “أظهرت في مراحل مختلفة انفتاحاً واستعداداً للحوار البنّاء، وضبطت النفس رغم الاعتداءات المتكررة، لا سيما الإسرائيلية”، مؤكداً أن “مثل هذه الأعمال التخريبية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتكشف أن إسرائيل – وليس إيران – هي السبب الرئيس لغياب الأمن في المنطقة”.
وأوضح الوزير أن المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن شهدت تقدماً ملموساً خلال خمس جولات، “لكن إسرائيل قامت قبل الجولة السادسة بشن هجمات عسكرية غير قانونية ضد إيران، أدت إلى مقتل مئات المدنيين الأبرياء، في محاولة لإطالة أمد التوتر”.
وأكد البوسعيدي أن سلطنة عُمان ستواصل دعم الحوار الشامل كخيار استراتيجي لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة، مضيفاً أن “الحوار وحده هو السبيل لبناء مستقبل أكثر استقراراً وتنمية لشعوب الشرق الأوسط”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أشهر من الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في يونيو/حزيران الماضي، واستمرت 12 يوماً قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية، وسط اتهامات متبادلة بتحقيق النصر.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تؤكد طهران أن برنامجها يهدف حصراً إلى الأغراض السلمية مثل توليد الطاقة الكهربائية.