قال باحثون في جامعة ييل الأميركية إن صوراً جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر مؤشرات قوية على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وذلك بعد أيام قليلة من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور.
وبحسب تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل يوم الجمعة، فإن الصور الملتقطة بين الإثنين والجمعة أظهرت ما لا يقل عن 31 موقعاً تحتوي على أجسام يُرجّح أنها جثث بشرية، في مناطق سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية داخل المدينة.
وأشار التقرير إلى أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان"، موضحاً أن جزءاً كبيراً من سكان الفاشر "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون"، في ظل انقطاع شبه تام للاتصالات وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.
ومنذ سقوط المدينة الأحد الماضي، تتواتر شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، وفق ما أفاد به سكان وناجون فرّوا إلى مدينة طويلة المجاورة.
وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال نجت من الهجوم، إن "الشبان الذين كانوا يسافرون معنا أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم".
ووفق بيانات الأمم المتحدة، فقد فرّ أكثر من 65 ألف شخص من الفاشر، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة، من أصل نحو 260 ألف نسمة كانوا يعيشون فيها قبل الهجوم الأخير.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس أنها أوقفت عدداً من عناصرها المتهمين بارتكاب انتهاكات، غير أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، شكّك في جدية تلك الخطوة، قائلاً إن "المحاسبة الحقيقية تتطلب إرادة سياسية وضمان حماية المدنيين أولاً".